الخطر الأعظم يا مريخاب
زووم...ابوعاقلة اماسا
لا أريد أن أنغص على المريخاب أفراحهم بعد أن ختموا الدوري بشكل مثالي، بفوز تأريخي على الهلال مع اللقب الثالث على التوالي، وإتفاق غير مستغرب بين المعارضة والمجلس للعمل معاً في ملف التسجيلات وإنجاز ما يمكن إنجازه بروح الفريق وذلك غاية المنى والآمال، ولكن ثمة كارثة تلوح في الأفق تتطلب منا إيقاظ السادة المتصارعون على كراسي المجلس وكبار المريخ مبكراً حتى يستبينوا حقيقة ما كنا نكتبه منذ سنوات، وبسببه وقفنا في المحاكم، واعتبره البعض فلسفة أو (سواقة بالخلاء) كما يقول شباب هذه الأيام.
الموضوع يتعلق بالأداء المالي لنادي المريخ، هذا الملف الذي كتبت فيه مراراً محذراً من مغبة الإستمرار في هذا الشكل، تغييب الدورة المستندية والضبط المنهجي للأداء المالي، وأشرنا إلى أن الأمور لم تمض طويلاً على هذا النسق نظراً لما يجري على المستوى العالمي وابتداع أنظمة ضبط تلزم المؤسسات التابعة لجمهورية كرة القدم بإتباعها فيما يتعلق بقواعد اللعب المالي النظيف وما يتبع ذلك، خاصة وأن هذا الملف كان وما يزال بمثابة حقل الألغام في المريخ، ولا تمر فترة من الزمن إلا وينفجر لغم جديد ليؤرق أنصار المريخ، ولا يكاد هنالك من يعرف كم هي ديون المريخ ومن هم الدائنين وكيف؟
كان التداول المالي في فترة جمال الوالي هو الأكبر في تأريخ الأندية السودانية، حيث شهد النادي حراكاً غير مسبوق في المنشآت ومن ثم التعاقدات مع الأجانب وصعود طموحات الجماهير وخروجها من حيز الحصول على البطولات الأفريقية إلى حيث الحلم ببطولات أفريقية، وقد نبهنا لغياب الضبط والدورة المستندية في ذلك الوقت وكيف ظهر ذلك في أكثر من قضية، وترتب على ذلك أن أصبح المريخ متردداً على قاعات المحاكم ورؤساءه مهددون بصورة مستمرة بالحراسات وأمر القبض نتيجة أخطاء كان بوسعنا تفاديها، والأسوأ من ذلك ديون الأجانب الذين مروا على الفريق مدربين ولاعبين وأعضاء أجهزة فنية، فقد كان وما يزال أسهل القرارات إقالة وتعيين المدربين، وشطب وتسجيل اللاعبين دون التركيز على ما يترتب على ذلك من إلتزامات مالية وأخلاقية، فأصبح إسم المريخ يتردد في لجنة الإنضباط وأورقة الإتحاد الدولي، وتأثرت سمعة النادي بشكل غير طبيعي بسلبيات ذلك.. وإذا كان الوالي قادراً على إدارة الملف وإطفاء النيران التي تندلع في مطالبات الأجانب فإن المريخ قد تأثر بشكل مباشر بالصراعات وعدم الإستقرار الإداري وتعاقب الرؤساء والمجالس وعدم إستفادتهم من تجارب بعض، فكثرت الأخطاء وتراكمت المطالبات بشكل مرعب.
أحاول لفت الإنتباه دائماً لخطورة الديون غير المرئية، وأقصد بها تلك المستحقات التي ينتظر أصحابها اللحظة المناسبة ليطالبوا بها، مثل الأحكام القضائية واجبة النفاذ، وهي تسمى في الإتحادات الدولية (FIFA) و (CAF) (OPEN CASE) وبحسب التحديثات الجارية في نظم الرخصة وربط الأمر بالمشاركات الخارجية سيشكل ذلك خطراً داهماً على ألمريخ في السنوات القادمة، ما لم يحسم المتصارعون أمر الأزمة الإدارية ويشكلوا لجنة عليا لحصر وتصفية الديون العالقة وقطع الطريق على المخاطر والشكاوى التي تلاحق النادي وآخرها شكوى البلجيكي لوك إيمال الذي عاد من جديد إلى واجهة الأحداث وطالب بإلغاء إتفاق التسوية مع النادي.
حواشي
في العام القادم سيبتعث الإتحاد الأفريقي لجنة مراجعة مالية تقف بنفسها على الأداء المالي بالأندية والإتحادات ذات الصلة، ووقتها ستبين عورتنا على الآخر…!
سيكتشف العالم أن ملفات المال في أنديتنا الكبيرة مجال للفوضى ومساحات نستعرض فيها جهلنا الفاضح.. !
وقتها فقط سنكتشف أن مؤسساتنا الكبيرة إسماً لا تستحق لقب المؤسسة، وسيترتب على ذلك وضع المريخ وبالضرورة توأمه الهلال على قائمة الأندية التي ترعى الإرهاب المالي في العالم… لأنها تحتوي على كل المحرمات.
ستكون الديون أكبر عائق لمشاركات المريخ والهلال خارجياً في السنوات القادمة… وقد تكون سبباً في إقصائهما من المشاركات الخارجية.
يكفي إلقاء نظرة خاطفة على الأوضاع في المريخ لنتأكد أن من ينفق على بطل الدوري ثلاث مرات على التوالي رجل واحد.. في السابق كان جمال الوالي… ولولا تنازله عن ديونه علانية لتعرضنا للإبادة المعنوية، والآن ينفق على الفريق سوداكال لوحده.. ومع ذلك يتعرض للإساءات ويسعى كبار النادي لإبعاده دون مراعاة لخطورة الموقف..!
هل ما كان يدفعه سوداكال ومايزال ديون أم تبرعات؟.. لا أحد يستطيع الإجابة على السؤال أعلاه، حتى كبار المريخ الذين يبحثون الآن عن أثرياء ليدفعوا نيابة عنهم..!!
إذا دونت التبرعات الحالية للمريخ كمديونيات فذلك يعني أن المريخ سيغيب عن المشاركات الأفريقية ويتساوى مع فريق الراية بابنوسة… يشارك ولا يحلم بالتمثيل الأفريقي..
.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية