• آخر الأخبار

    الخميس، 26 نوفمبر 2020

    مارادونا الأسطورة .. المبدع الفاسد !

     



    تداعيات
    إيهاب صالح
    مارادونا الأسطورة .. المبدع الفاسد !
    * ودع الدنيا بالأمس اسطورة كرة القدم العالمية النجم ارماندو دييغو مارادونا وهو في الستين من عمره إثر أزمة قلبية تواصلت معه لفترة مؤخراً وكانت الأخيرة هي القاضية ، مارادونا الذي لم يختلف في موهبته وابداعاته اثنان والذي أدار رؤوس كل مشجعي كرة القدم في العالم وأمتع اعينهم بكاريزما مهارية عالية المستوى ، جيل الثمانينات تمتعوا بمارادونا رغم ضعف إمكانيات التصوير والفيديو والنقل وتابعوه حتى التسعينات وهو يواصل فنونه وابداعاته ومن ثم سقوطه وتوقفه ، أما الأجيال اللاحقة فكان لها ما تم توثيقه وحفظه فكان كافياً أن تمارس ذات المتعة بمشاهدة الأسطورة مارادونا ، وكانت تتملكها الدهشة وهي تشاهد شاباً يتناقل الكرة بين رجليه وجسده بمقدرة فائقة بمحاصرة عدد كبير من لاعبي الخصوم فيتخلص ويمتع ويبهج ويهدف ويحرز اهدافاً تصل الى درجة الخيالية احياناً ، شاهدوه وهو يقصي الانجليز أسياد الكورة كما يطلق عليهم بهدف من قبضة يده ، لو كان في الزمن (الفار) لأُلغي وأُنذر على اثره ، لكنها متعة كرة القدم التي كانت قبلاً بكل اخطائها ومغامراتها داخل الملعب وتلاعب المبدعين فيها ، ولم يكتف مارداونا بهدف اليد قبل ان يشغل التاريخ والعالم بهدف ثانٍ في نفس المباراة راوغ فيه كل الانجليز وغالط فيه الحارس بيتر شيلتون واودع الكرة في الشباك مخرجاً لسانه لهم وللعالم أن هذان الهدفان سيشغلان العالم دائماً ولن يتم نسيانهما بسهولة وقد كان ، غادر ماردونا بعد ان ترك للأجيال المتعة والروائع ، واسماً لن ينسى ابداً في عالم المستديرة .
    * مارادونا اللاعب المبدع يختلف تماماً عن مارادونا الفاسد الذي تبحر في عالم المخدرات قد يكون في بدايتها مجبراً لكنها النجومية التي لم تصان من التدخلات التي تنهيها وتدمرها ، مارادونا اغضب جمهوره كثيراً وظهر بصور متناقضة لابداعاته داخل الملعب ، ادمان على المخدرات ، تصرفات حمقاء ، حتى هدف اليد الشهير في تصريح ذكر انها يد الرب ، استهتار بالغ وعدم تحكم في النجومية والشهرة والمكانة الكروية العالية ، أزمات شخصية واسقاطات واخبار لا تليق غالطت ابداعات اللاعب وتسببت في التعجل بنهايته ، حتى مارادونا المدرب كان الفشل يلاحقه دائماً خاصة بعد ان قاد المنتخب الارجنتيني في 2008 لربع نهائي كاس العالم ، ورغم عن كل هذه المفاسد وحالات الفشل التي لازمت اللاعب في مؤخرة حياته الرياضية والكروية الا انها لم تفلح في الغاء موهبته وظهوره الأول فبقي مارادونا الأسطورة محاطاً بسياجٍ من المتعة والألق يفصله من مارادونا الفاسد والمدرب وصاحب الأزمات ، الى ان غادر الدنيا .
    * مارادونا حطم الأرقام القياسية وقتها في انتقالات اللاعبين ، حيث كان انتقاله الى نادي برشلونة الاسباني في العام 1982 قادماً من ناديه بوكا جونيورز الارجنتيني بقيمة ثلاثة ملايين جنيه إسترليني ومن ثم بعد عامين انتقاله الى نادي نابولي الإيطالي بخمسة ملايين ، وقتها كان مبلغاً خرافياً ، وكان استقباله حدثاً في حد ذاته عندما استقبله قرابة الثمانون الف مشجعاً ايطالياً وهو يحط بطائرة عمودية على أرض الملعب في إيطاليا ،
     وفي إيطاليا قدم افضل عروضه على الاطلاق وقاد نابولي للاحتفال بلقب الدوري حيث ظل مشجعو نابولي لمدة خمسة أيام في الشوارع يحتفلون ويرقصون ويهتفون بحياة مارادونا لدرجة انه صرح انه سعيد جداً لكنه لا يستطيع التنفس في نابولي ،
     في إيطاليا نفسها كان بداية سقوط الأسطورة ونهايته بعد ان تدخلت المافيا واستغلت نجومية مارادونا ووقع في الإدمان والمخدرات ، تعاطي كوكايين ، ادمان كحول ، زيادة شديدة في الوزن ، السقوط في اختبار المنشطات عدة مرات في كاس العالم ، إيقاف لاكثر من عام ونصف من كرة القدم ، الحكم عليه بالسجن عامان لاطلاق نار على الصحفيين ، حياة صاخبة متناقضة ، إبداعية فوضوية ، ملهمة يائسة ، مبهجة وحزينة ، شكلت حياة مارادونا الأسطورة لم يتحملها قلبه الذي أعلن استسلامه وتوقف بالأمس .
    * قلائل من يقدمون المتعة في كرة القدم ومارادونا كان ولا زال في مقدمتهم .
    آخر التداعيات
    * الجميع يتابع قضية الموسم التي تخص لاعبي المريخ رمضان عجب ومحمد الرشيد ولا زلت أتمنى توقيع عقوبة صارمة وحاسمة على الثنائي اياً كان وقعها على المنتخب السوداني او النادي الذي سينضمون له والذي يعتبر المريخ هو الأقرب لذلك من سوء حظه !
    * ما الفائدة في لاعب يذهب طوعاً ويستلم اموالاً ويوقع عقداً مع نادي منافس ولديه مباراة مصيرية بعدها بأيام ؟
    * من المفترض ان نتساءل لماذا لا يعاقب الاتحاد السوداني نادي الهلال على مثل هذه الأفعال التي تعد شبهة تواطؤ لا يختلف عليها ، لكن تعودنا من هذا الاتحاد الفاسد كل ما هو فاسد ، ولن نرهق انفسنا بالتساؤلات غير المشروعة !
    * كيف سيكون واقع الحال بالنسبة للحارس أبو عشرين ان فاز الهلال يومها في نهائي الممتاز بهدف تسبب فيه ولو بالخطأ ؟
    * المرة القادمة لا تنسوا ان تدفعوا للسماني قبل المباريات المصيرية !
    * دائماً ما تفقد القمة السودانية عدد من ابرز نجومها في تمهيدي ابطال افريقيا ، والخلل واضح والعلاج أوضح لكن القائمين على امر الرياضة وكرة القدم في السودان لا ينظرون ابعد من ارنبة انوفهم !
    * اعلام الهلال ومن يشايعهم من انصاف الموهبة في الكتابة ، ماذا سيكتبون عن سمكرة كشف الهلال التي تحدث دورياً وسنوياً ، وتتم علناً وخفيةً ، بلا رقيب ولا حسيب !
    * لماذا يسافر بكري المدينة مع المريخ مع انه لن يشارك في مكان لاعب قد يستفاد منه في الكونغو ، ظروف هذه الفترة غير مأمونة العواقب !
    * يتدثر بالمريخ ، ويكتب للهلال ، ولا يرى في المريخ شيئاً جميلاً ، ولا يفوت فرصة النقد والإساءة للمريخ ، مع انه ليس مجبراً لكن قد يكون حاقداً ، او كذلك هو !
    * رحم الله الامام الصادق المهدي وغفر له وتجاوز عن سيئاته واسكنه فسيح جناته .
    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية

    Item Reviewed: مارادونا الأسطورة .. المبدع الفاسد ! Rating: 5 Reviewed By: الصادق الشايب الجيلي
    Scroll to Top