تداعيات
ايهاب صالح
السماني أهدافه ( هندسة ) ونتاجها ( مدرسة ) !
* لم تثمر قذائف السماني الصاوي ولولبيته المحكمة في هلهلة حظوظ الهلال وبعثرة اماله فحسب ، ولم تزلزل ضرباته المتقنة كيان الحارس المهزوز ابو عشرين لوحده ، ولم تعبر صواريخه الباتستوتية دفاعات الهلال وتعجز راداراته عن صدها او مجرد كشفها ورؤيتها ، ولم تنطلق الأفراح في أواسط الصفوة داخل استاد السلام بالقاهرة او المتحلقين على شاشات التلفاز يتابعون النقل المباشر لأول قمة سودانية رسمية تقام خارج الحدود الجغرافية للسودان ، وانما عمت الأفراح حتى وصلت الى بعض الأطفال والتلاميذ الذين غمرتهم فرحة اهداف السماني فابتهجوا في فصلهم الدراسي واكتب فصلهم مجازاً لأنهم يدرسون في مكان اشبه بالراكوبة التي تفتقر الى ابسط مقومات التلميذ والتعليم والتأهيل في بلد ينزح شعبه تحت خط الفقر وتثقل جيوب حكامه وسارقيه وكثير من الساسة وارباب القضايا الوطنية فقط اسماً وعنواناً وظاهراً ولصوص المجتمع باطناً وحفنة من القونات وخموم المجتمع الذين ينهلوا من اموال الشعب عبر بعض الجُهّال من الرأسمالية او من وجدوا انفسهم فجأة يتحكمون في المليارات فيبعثرونها ورقة ورقة على رأس قوونة تنساب باروكتها الصناعية على جسدها المتعفن بأرتال الكريمات وعوامل الفسخ والجلخ والمط والنفخ ويبتسمون ببلاهة الى كاميرات التصوير التي توثق اسقاطاتهم وهبالاتهم وتبثها عبر وسائل التواصل فيفرغون الاكياس والحقائب المليئة بالجنيه السوداني المتهالك على اولئك الموهومات اللاتي اصبحن يوظفن اربعة او خمسة من مفتولي العضلات لحمايتهن او بالاصح لضرب من يقترب منهن بجسده او يصيبهن لفظاً بلسانه بلا رحمة ولا ينسين طبعاً ان تقوم احدى الوصيفات بتصوير القوونة وهي تهبط من فارهتها ذات الدفع الرباعي والتي اقتنتها من وراء اولئك الجُهّال ومن ثم تتهادى بمشية قبيحة وابتسامة صفراء اقبح وتتمايل بين ارباب العضلات مستعرضة جسدها الغير متناسق ولبسها الثمين وذهبها الفالصو الذي تفتح له رقبتها وصدرها وايديها لتكيد صويحباتها وزميلات مهنة الفساد ومن ثم تبرز عضلات من حولها من البودي قارد الذين يقصدون لبس التيشيرتات الضيقة ذات الاكمال القصيرة امعاناً في عرض انفسهم وعضلاتهم في حين يكون بانتظار القوونة الشاب المسؤول عن جهاز الساوند ليدس المايك اللاسلكي في يدها ومن ثم تدخل الى قاعة الحفل وهي ترشق الحضور باطلالتها الغير بهية مصحوبة ببداية اغنياتها آسف بلاويها التي غالباً ما يكون قد ألفها احد المساطيل من حواري اللا موهبة وأزقة الأماكن الضائعة بكلمات وعبارات وألحان موغلة في القبح والسوء ومغارز يعف عنها اللسان وركاكة لا يمكن ان تمت الى اي لغة بصلة ولا تنس تلك القوونة الموهومة قبل ان تلتفت لتبتسم لعازفي الأورغ ومطبلاتية الإيقاع وتظهر لهم أسنانها المجلبطة المخلوطة ببقية المكياج وتغمز لهم بعينها غمزات شيطانية فاجرة ان تُراجع كلمات الأغنية التافهة من هاتفها الذكي الذي تضع له غلافاً يتماشى مع ثوبها وحذاءها والوان تيشيرتات البودي قارد وشنطة الوصيفة المسؤولة عن جمع أموال الجُهّال وزوجاتهم وابناءهم المساكين الذين يظنون انهم قد صنعوا انجازاً وهو يشتتون نقودهم على هؤلاء المرتزقة ومن ثم يتساءلون عبر صفحاتهم في الفيسبوك او وسائل التواصل او مجالس الونسة ببلاهة عن اسباب تراجع البلد وضعفها وقلة حيلتها وغضب الله عليها .
* هتف التلاميذ الصغار ( يا السماني عليك الله جيب التاني عليك الله ) وحملت كاميرا استاذهم او من يقوم بتدريسهم هذه الهتافات البسيطة التي تحمل فرحة واعجاب الصغار بابداعات الكبار ، حيث تظل كرة القدم هي ملح الشعوب ومصدر سعادتها وخصوصاً في بلدان العالم الثالث او بالاصح البلدان المنسية ، هتفوا للسماني وقلدوا جماهير الصفوة ، هتفوا للفرحة الغامرة التي اعترتهم وهم يشاهدون اهداف السماني حيث لا يسعدهم ميسي ولا يهتفون لرونالدو ولا يتابعون امبامي ولكن يعشقون النجمة ويتابعون الزعيم ويفرحون للدافوري المحبب الخاص بهم ، كانت ابسط امنياتهم تلك الفرحة بعد ان استحالت بقية الافراح وقنعوا بوضعهم وسوءه في انتظار الفرج من المولى عز وجل .
* حملت الاخبار ان الفيديو الذي نحكي عنه قد وصل الى رئيس المريخ حازم مصطفى والذي اسرع باعلان تبرعه لهؤلاء التلاميذ النشء بمدرسة يتعلمون فيها وفصل يضمهم ويرفع من سقف امنياتهم بتعليم جيد وتأهيل مناسب يخرجون معه افراداً صالحين لمواصلة رحلة التعليم العالي وما بعده بعد ان كانوا يجلسون على خشب وقش مهترئ ، وهي مبادرة يشكر عليها الريس حازم بعد الله ونتاج لروعة شاب اسمه السماني الصاوي كانت اهدافه وروعة تسديداته وتخصصه في شباك الهلال سبباً لهؤلاء التلاميذ ، وبالطريقة دي الشعب كلو حيكون صفوة يا السماني ( عليك الله ) .
* السماني نفسه سعيد كون هدفه الثاني في شباك الهلال قد تم ترشيحه للمنافسة على أفضل هدف ، ذلك الهدف الذي تبدأ روايته من لعبة تماس حمراء لُعبت بسرعة في الوقت الذي كان فيه ظهير الهلال صلاح عادل يكثر من الصياح بلا سبب لتصل الكرة الى توني الذي واجهه بوغبا الضعيف مهارياً فمر منه بسهولة ويسر ومرر كرة عكسية ارضية محسنة للسماني الصاوي تخطت دفاع الهلال ليلعبها السماني لولبية متقنة تعرف اين مستقرها هزت شباك ابو عشرين الذي لم يفعل حيالها شيئ غير مشاهدتها وتصويرها ، هدف بديع لوحة ، وقد نشر في الحساب الرسمي للمسابقة مقطع فيديو لاجمل الاهداف التي دخلت ترشيحات المنافسة على أفضل وأجمل الاهداف في البطولة الافريقية حتى الان و كانت هدف لاعب الزمالك زيزو في شباك الوداد وهدف لاعب الوداد امين في شباك الزمالك وهدف السماني الصاوي في شباك الهلال وهدف لاعب شباب بلوزداد مرزوقي في جالاكسي البوتسواني ، مهما كانت نتيجة التصويت لهدف السماني الا انه يظل من الاهداف الرائعة الجميلة التي زينت مباراة القمة السودانية .
* ثنائية السماني الصاوي في القمة سبقتها ثنائية سيف تيري التي زعزعت استقرار ابو عشرين وسبقتهما ثنائية رمضان عجب وثنائية محمد عبد الرحمن الغربال عندما كان يرتدي شعار الزعيم ويدك شباك الهلال ، بينما اخر لاعب سجل ثنائية للهلال في شباك المريخ هو مهند الطاهر .
آخر التداعيات
السماني الصاوي لعب وفن و ( هندسة ) ، قوون عمل بيه حفلة .. والقوون التاني عمل بيه ( مدرسة ) !
.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية