معاذ طــــه :اقالة كلارك ( كلاكيت ثاني مره )
في خطوة متوقعة عقب الخروج من المجموعات ووداع البطوله، اعلن المريخ عن اقالة مدربه الانجليزي لي كلارك والمعد البدني اسلام جمال ، تكرار ممل للاخطاء ترتكبه مجالس الادارات كل موسم عقب الخروج من البطولات، واحيانا عقب الهزيمة في مباراة واحدة كمباريات الديربي مثلا .
* لست من انصار اعفاء المدربين واستبدالهم لمجرد وداع البطولات او الهزائم، لاني اؤمن بأن عافية الفريق في استقرار التدريب والاجهزة الفنيه، وكثير من الفرق التي تطورت وارتقت انما بسبب ثبات اطقم التدريب لعدة مواسم، ودونكم الاهلي المصري ( فريق القرن ) اكثر من حاز علي لقب الابطال تاريخيا، نجد ان اغلب القابه نالها في عهد مدربه السابق البرتغالي مانويل والذي قضي مع الاهلي اكثر من خمس مواسم متواصلة، حقق فيها الكثير من الالقاب المحليه والقاريه والعالميه حتي توج بلقب فريق القرن، متوفقا في ذلك علي ريال مدريد في عدد كل البطولات، والان نجده يسير بخطي ثابته مع المدرب الجنوب افريقي موسيماني منذ العام ٢٠١٩ ، حقق معه لقبين افريقيين وثالث اندية العالم، والقائمه في ازدياد بكل تاكيد مع ثبات الجهاز الفني واستقراره.
* صحيح ان المدرب ليس كل شئ للفريق ، وانما يجب أن يتبع ذلك مهارات اللاعبين، لياقتهم البدنيه والذهنيه، ومدي استيعابهم لخطط المدرب وتكتيكاته للمباريات، ولكن بالمقابل يجب أن تتوفر في المدرب الناجح عددا من الشروط، بجانب المؤهلات يجب ان يقف علي مقدرات لاعبيه وامكانياتهم ليتمكن توظيفهم التوظيف السليم حسب الخانات، وأن يضع خطة المباراة علي حسب قراءته للخصم قبل المباراة، وتعديلها اثناء المباراة وهو ما تعارف عليه ( بشوط المدربين ) .
* اذا طبقنا هذه المعايير علي كلارك نجد انه فاشل بامتياز ، ورغم انه حقق بعض النجاح في فترته الاولي مع سوداكال، الا البطولة الافريقية كانت بمثابة اختبار حقيقي لمقدراته، الا انه فشل فيه رغم الاضافات في اللاعبين المحليين والمحترفين والمعسكر الطويل المريح في القاهرة.
* وحتي لا نكون ممن يطلقون الحديث علي عواهنه، ندلل علي فشل كلارك فقط بتقييم ادائه في مباراتي الاهلي الاخيرتين، ونترك الحكم للمتابعين.
* في مباراة الاهلي الاولي ورغم ان الفريق عاد للمباراة بعد ان كان خاسرا بهدفين، الا ان كلارك لم يستثمر تلك العودة بتغيير سير المباراة لصالحه واجراء تبديلات هجوميه لمزيد من الضغط علي الاهلي المرهق بدنيا بسبب ضغط المباريات للاعبيه في كاس امم افريقيا واندية العالم، ولو فعل كلارك ذلك لخرج منتصرا او متعادلا علي اقل تقدير، ولكنه( طبزها ) كما نقول بالدارجي وقام باجراء تبديلات غريبه، اربكت الدفاع ولم تضيف شئيا للهجوم، فكانت الخساره المحزنة.
* في المباراة الثانيه تكرر نفس السنياريو، تقدم الاهلي بهدف، يعود المريخ في الشوط الثاني، ويقف كلارك كخيال مآته يتفرج علي اخطاء الدفاع ، بعد اصراره علي بخيت خميس المتواضع، وابعاد الكاميروني توماس، واشراك نمر البعيد عن اللعب وحساسية المباريات، فكانت النتيجة هدفين سريعيين في رمشة عين كما يقولون، قضت علي امل البقاء في المنافسه في انتظار ما تسفر عنه مواجهة صندوانز.
* في كلتا المباراتين نجد ان كلارك ظل سادر في غباءه في إشراك بخيت خميس المتواضع والحارس منجد النيل( الكبكابه ) ، ويصر علي التوليف في الهجوم باشراك العجب كمهاجم صريح، رغم ان العجب اساسا يجيد اللعب في الطرف اليمين وكلاعب وسط متقدم خلف المهاجمين لاجادته التسديد القوي من هذه المنطقه، فلماذا يصر كلارك عليه في وجود مهاجمين صريحين مثل بكري المدينه والجزولي واوغستين اوتو، وهذا الاخير لاعب محترف كان يجب أن يجد فرصه كاملة في المشاركة، فإما ان يثبت جداراته او يغادر غير ماسوفا عليه، اما ان يبقي عليه كلارك حبيس كنبة الاحتياطي فهو امر غير معقول ولا مقبول البتة.
* كان لكلارك فرصة ذهبية ان يدخل التاريخ من اوسع ابوابه لو استفاد من ظروف الاهلي المرهق ويلحق به الهزيمه مرتين او اقلاهما التعادل، كما فعل صندوانز، نقول هذا لان هزيمة الاهلي في القاهره صعبه وعصية علي كل الفرق، ولم تحدث الا مرات قليله بعدد اصابع اليد، ويحسب للهلال ان فعلها من قبل علي ايام المدرب برانكو في العام ٢٠٠٤، هزم فيها الاهلي بهدف ريتشارد جاستين، وهي أول هزيمة للاهلي من فريق سوداني واخشي ان تكون الاخيره ما لم يتغير فشلنا الحالي الان .
* ومع ذلك فان كل مشاكلنا مع كرة ليست كلها حصريا علي التدريب والمدربين، فاللاعب السوداني كله عيوب رغم مهارة البعض، فهو لاعب مزاجي لا يعرف الانضباط والوعي التكتيكي، الحضور الذهني وتنفيذ خطة المدرب اثناء المباراة، ويكرة كثرة التمارين وبالتالي تقل لياقته البدنيه والذهنيه مع تقدم المباراة، ولذلك لا عجب ان اغلب هزائم فرقنا تاتي مع قرب نهاية المباراة لو تلاحظون ذلك، واغلب المدربين الذين تعاقبوا علينا يشتكون من هذه العيوب في لاعبينا، واذكر ان مدرب الهلال الاسبق أنور جسام ذكر ان اللاعب السوداني يستمع لمحاضرة وخطة المباراة، ولكن عندما ينزل للملعب ( يبرطع علي كيفو ) ، وكذلك مدرب المريخ هورست عندما سالوه عمن يمكن ان يحترف عالميا من اللاعبين السودانيين، اجاب بالنفي ، قائلا ان اللاعب السوداني كسول لا يحب التدريبات الطويله، بينما اللاعب المحترف يتدرب لاكثر من اربع ساعات في اليوم .
* واخيرا نقول اذا كنا نريد تطوير فرقنا والمنافسة علي حصد الالقاب فلابد من استجلاب مدربين بمؤهلات عاليه مهما غلا الثمن، مع ضرورة التعاقد معهم لثلاثة مواسم علي الاقل ، دون استعجال النتائج، لأن مرحلة البناء تحتاج لزمن ليس بالقصير، وبعد ذلك سيجني الفريق اؤكلها، والا بالعدم ننصح ان توفر الاندية فلوسها من العملة الصعبه، وتستعين بالمدربين الوطنيين من قدامي لاعبي الاندية، ويا حبذا لو تم تاهليهم بكورسات متقدمة بالخارج .
( وياها دي كورتنا، وياهم ديل مدربينا ) .
ودمتم سالمين ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية