• آخر الأخبار

    الاثنين، 7 مارس 2022

    الأهلي .. الاسم أم الخصم ناصر بابكر




     الأهلي .. الاسم أم الخصم

    ناصر بابكر


    تباينت ردود فعل القاعدة الحمراء على نتيجة واداء المريخ أمام الأهلي المصري .. البعض احتفى باداء الفريق واعتبر أن المحصلة أمام فريق بقيمة الأهلي تعتبر ايجابية .. والبعض الآخر كان رأيه مغايرا .. فكيف جرت المواجهة وماذا قدم المريخ وما الذي تغير في أداء الفريق؟ 


    تطور ⬆️

    الشكل العام للمريخ شهد تحسنا ملحوظا مقارنة بما قدمه الفريق أمام الهلال .. في القمة كان مجموع تمريرات الفريق "291 تمريرة" بنسبة نجاح "67%" وأمام الأهلي مرر الفريق "422 تمريرة" بنسبة نجاح "77%" وارتفاع عدد التمريرات وارتفاع معدل دقة التمرير مؤشر لتحسن إنتشار الفريق وارتفاع معدل الثقة والتركيز .. تحسن المريخ أمام الأهلي شمل كذلك ارتفاع نسبة نجاح الفريق في التمرير الطويل إلى "51%" مقارنة بنسبة "24%" أمام الهلال .. وارتفاع نسبة نجاح  العرضيات من  "17%" إلى "43%" ونسبة نجاح المراوغات من "41%" إلى "75%" .. كما اشارت الاحصائيات الخاصة بالمريخ لتحسن الفريق في كسب الصراعات الثنائية والصراعات الهوائية مقارنة بمباراة الهلال .. وبالتالي فإن مباراة الأهلي شهدت بالفعل جوانب ايجابية وتطورا مطلوبا على شكل الفريق العام ولكن.. 


    لماذا خسر الفريق رغم تحسن الأداء 🤔


    اليكم الإجابة 👇

    تراجع ⬇️

    في الواقع، ومع الأسف، فإن تحسن الشكل العام وارتفاع بعض الجوانب صاحبه انخفاض في جوانب أخرى تفسر تعرض الفريق للهزيمة واستقبال شباكه لثلاثة أهداف ومؤشرات التراجع كانت في الأداء الدفاعي، فالدفاع الذي قام ب"17" تدخل ناجح و"30" اعتراض لتمريرات الخصم و"26"  تخليص لهجمات المنافس في لقاء القمة تراجعت ارقامه بشكل كبير إلى "16 تدخل" و "16" اعتراض لتمريرات الخصم و "11" تخليص فقط رغم أن الأهلي ولأكثر من 70 دقيقة كان يهاجم بعدد أقل مما كان يفعل الهلال في القمة..


    لماذا تحسن الشكل العام؟ 

    الأرقام كما أشرنا كشفت عن تحسن للشكل العام لكن كيف حدث هذا الأمر .. السبب في تقديري أن المريخ لعب بجرأة أكبر منذ الدقيقة الأولى بدليل أن أغلب لاعبي الفريق كانوا في نصف الملعب الخاص بالأهلي قبل تسجيل صاحب الأرض لهدفه الأول في الدقيقة الثانية .. إذ تواجد ثنائي الوسط "الصيني وطيفور" في جل زمن اللقاء في نصف الملعب الخاص بالأهلي أكثر من تواجدهما في نصف الملعب الخاص بالمريخ مع منك حرية حركة وزيادة للطرفين  ولم يتم تقييد حركة لاعب سوى محمد الرشيد وثنائي وسط الدفاع وهو ما جعل انتشار المريخ جيدا ولكن "عند الاستحواذ فقط" وهو ما ساهم في زيادة عدد التمريرات وتحسن الشكل العام وجعل الشكل الهجومي أخطر بمشاركة عدد مقدر في الهجمات ولو تعامل رمضان عجب وتوني والصيني وطيفور بتركيز اعلى في بعض الهجمات لسجل المريخ أكثر من هدفين في مرمى الأهلي .. ولكن ..


    لماذا تراجع الأداء الدفاعي؟

    تراجع الأداء الدفاعي في تحليلي كان منطقيا مقارنة بالطريقة التي لعب بها الفريق والتي تطرقنا لشقها الهجومي .. وقبل ذلك لا يمكن الحديث عن الأداء الدفاعي بمعزل عن ما نبهنا له عقب لقاء القمة وقبل لقاء الأهلي بشأن سوء "التنظيم الدفاعي" ووجود مساحات كبيرة أمام الدفاع يمكن أن تجعل الفريق عرضة للهزيمة أمام أي منافس يملك الحد المعقول من القدرات التكتيكية .. يومها غضب البعض من الحديث عن تألق الدفاع كأفراد فقط وليس كتنظيم دفاعي للفريق رغم اشارتنا لنجاح الهلال في كسر الخطين الدفاعيين الأول والثاني للمريخ في العديد من اوقات المباراة دون أن يستفيد من ذلك لمشاكل متعلقة بتكتيك وتركيبة الهجوم الهلالي .. ولا يمكن الحديث عن تراجع الأداء الدفاعي بمعزل عن التنبيه السابق لخطورة فكرة مراقبة الأفراد عوضا عن اغلاق المساحات خصوصا أمام فريق مثل الأهلي يجيد خلق المساحة حتى لو كانت معدومة ناهيك من توفيرها له على أطباق من الذهب والفضة وهو ما فعله المريخ للأسف ..

     واليكم ما فعله كلارك وما فعله موسيماني 👇


    المدرب الانجليزي سعى لمفاجأة الجنوب افريقي بالضغط العالي وجعل المباراة تلعب في نصف الملعب الخاص بالأهلي ومفاجأته بمراقبة الثنائي المحوري "السولية وديانج" عوضا عن مراقبة "أفشة وبيرسي تاو" ظنا منه أن ذلك سيمنع الأهلي من تنظيم وبناء الهجمات ويجره للإرسال الطويل .. لكن كيف تعامل موسيماني وكيف استفاد من سلبيات المريخ التي كانت مكشوفة له والتي لم يتم علاجها .. موسيماني تعامل بذكاء كبير مع تلك المعطيات التي خدمت هدف فريقه في "الفوز بأقل مجهود" بالإعتماد فقط على المساحات التي وفرها له المريخ دون أن يعاني أو يبذل أي جهد في سبيل خلقها .. إذ قام بتقييد حركة السولية وديانج ليتواجدا في أغلب زمن اللقاء في نصف الملعب الخاص بالأهلي ولكن لماذا؟ ببساطة ليقوم بفصل طيفور والصيني المكلفان بمراقبتهما عن نصف ملعب المريخ الدفاعي تماما وبالتالي تتوفر للأهلي عند الاستحواذ أو عند التحول الهجومي مساحات شاسعة للغاية أمام دفاع المريخ بوجود محمد الرشيد فقط في مساحة يتحرك فيها أفشة وبيرسي تاو وفي بعض الأوقات كان ينضم لهما أحمد عبدالقادر أيضا .. أما مفاجأة موسيماني التي لم يتحسب لها كلارك ولم يقرأها سريعا فكانت في تقييد حركة علي معلول على غير العادة وتكليف هاني بالعمل الهجومي والغرض ابقاء بخيت خميس على الطرف حتى لا يضم للعمق وبالتالي السماح لبيرسي تاو بالإستلام والحركة بحرية تامة والسبب الآخر الإستفادة من عدم التزام توني بالواجب الدفاعي .. بالإضافة إلى ذلك، كان واضحا أن الأهلي أعد نفسه للاستفادة من الكرات التي تقطع من لاعبي المريخ أو تمريراتهم الخاطئة .. ومع إجادة الأهلي للتحول الهجومي السريع واجادته لاعبيه لاستثمار المساحات ووجود مهاجم يجيد طلب الكرة والحركة في المساحات الواسعة، فإن مهمة الفريق المصري لتسجيل هدف ثم الثاني وكان بالإمكان المزيد في شوط اللعب الأول لم تكن صعبة بل تمت دون عناء وبالإعتماد فقط على القراءة الجيدة لسلبيات التنظيم الدفاعي للمريخ التي لم يعالجها كلارك وطريقته في رقابة الأفراد فكانت تمريرة خاطئة من السماني وأخرى من الصيني مدخلا لهز الشباك مرتين في ظل المساحة المتوفرة.

     ربما يتساءل البعض عن السر في عجز مدافعي المريخ وخصوصا ثنائي وسط الدفاع عن تقديم ذات الأداء الذي ظهروا به أمام الهلال، والإجابة في تقديري من قاعدة في كرة القدم تقول "في وجود صانع العاب جيد يستلم بلا ضغط ومهاجم يجيد الحركة وطلب الكرة فإن مهمة المدافعين في قطع التمريرات والتعامل معها تكون عسيرة للغاية إن لم تكن مستحيلة مهما كانت قدرات المدافعين لأن قرار المدافع وحركته تتأثر بتشتت تفكيره بين متابعة حامل الكرة وقطع الطريق أمام طالبها وبالتالي في وضعيات كهذه تكون الأفضلية عادة للهجوم على حساب المدافعين.


    هجوم 🔥🔥

    لم تكن الجرأة واللعب بزيادة عددية في نصف ملعب الأهلي هي الأمر الوحيد الجيد بالنسبة للمريخ.. لكن "تحركات" الثلاثي الهجومي "السماني وتوني وعجب" كانت رائعة وخطيرة والحديث هنا عن "التحركات" تحديدا وطريقة خلق الفراغات واللعب بلا مركزية وبدون كرة .. فعلي الرغم من فقدان توني للكثير من الكرات بطريقة تحتاج إلى وقفة إلا أن تحركاته كانت أفضل بكثير من لقاء القمة، وعلى الرغم من اهدار عجب لأكثر من فرصة للتسجيل في مرة والصناعة في أخرى إلا أن تحركاته كانت مميزة وسببت معاناة لدفاع الأهلي وأظهرت تقدما في جاهزبته أما السماني فبات يتحرك بطريقة تمثل بعبعا لأي دفاع خصوصا في ظل تركيزه العالي والثقة التي يلعب بها داخل وعلى حدود منطقة الجزاء.


    رائع 😍 ومروع 😏


    بعيدا عن التفاصيل التكتيكية والخططية ووقوفا عند عوامل لا تقل أهمية مثل شخصية الفريق بالملعب والتعامل مع تقلبات المباراة .. نجد أن هنالك اشياء رائعة وأخرى مروعة وابدأ بالأخيرة وعلى رأسهاه التركيز في الدقائق الأولى وهنا يسأل الجهاز الفني أيضا، فسعي الأهلي لتسجيل هدف مبكر كان متوقعا بالنظر لحسابات اللقاء وبالتالي كان المريخ يحتاج لتركيز عالي وتأمين لمرماه في ربع الساعة الأولى على الأقل لوضع الضغط على الأهلي .. كما أن الفريق لم يتعامل بشكل جيد بعد ادراك التعادل لأن الأهلي أساسا لم يكن يملك خيارا غير الفوز وبالتالي تغيير تكتيكه والإندفاع للهجوم بكلياته كان متوقعا وهو ما كان يتطلب قراءة سريعة للاعبي المريخ للمجريات حتى دون الحاجة لتوجيهات الجهاز الفني والذي زاد الأمر سوءا بتبديلات كانت قاصمة الظهر فأستبدل أحد ابرز نجوم اللقاء بعد محمد الرشيد والسماني وهو توماس لتوليف لاعب وسط على يمين الدفاع ثم استبدل الصيني الذي طلب التغيير بمهاجم مع إعادة عجب للوسط بعد أن استنفذ طاقته في الحركة بلا توقف لمدة 70 دقيقة بين مدافعي الأهلي .. لكن بالمقابل، فإن عودة المريخ من بعيد وتقليصه للفارق ثم ادراكه للتعادل مثلت جانبا مشرقا ورائعا خصوصا وان الفريق اظهر ثباتا وقوة شخصية حتى وهو يستقبل هدفا في الدقيقة الثانية ثم آخر بعد نصف ساعة دون أن يهتز أو يخسر الايقاع الذي يلعب به وهو أمر مهم ومطلوب ويرفع من حظوظ الفوز بالمباريات مهما كانت تقلباتها.


    المعضلة

    أعود للنقاط التكتيكية التي قد تدفع البعض لتساؤل، إن كانت الجرأة والزيادة العددية في نصف ملعب الأهلي أمر جيد واسهمت في تحسن الشكل العام والأداء الهجومي، فلماذا الحديث عنها كمشكلة في التنظيم الدفاعي والإجابة أنع المشكلة ليست في الزيادة العددية في نصف ملعب الأهلي لكن المعضلة الحقيقة الموجودة في أداء المريخ وتطرقت لها بعد مباراة الهلال هي أن الفريق لا يتحرك ككتلة واحدة مترابطة بما يضمن عدم ترك المساحات للخصم .. فالفريق وايا كان أسلوب وخطة المدرب ينبغي أن يتحرك ككتلة واحدة بخطوط متقاربة سواء لعب بدفاع المنطقة أو الدفاع من منتصف الملعب أو اختار اللعب بالضغط العالي لكن لا يمكن أن يلعب الفريق مفصولا بوجود خمسة عناصر في نصف ملعب المنافس وخمسة آخرين متراجعين في الخلف وبينهما مساحات كبيرة خالية .. ومعضلة المريخ حاليا في هذه النقطة إلى جانب نقطة رقابة الأفراد التي تسهل للمنافس سحب لاعبين عن مناطقهم الدفاعية لخلق مساحة أمام دفاع المريخ ولو نجح الجهاز الفني في علاج هاتين النقطتين فإن المريخ سيصبح أكثر صلابة وتماسك وقوة وقدرة على تحقيق الإنتصارات مما هو عليه الآن.


    الإسم أم الخصم

    أعود للعنوان الذي اخترته للمقال وبدأت به كمقدمة وأشير لأن أرقام الأهلي الفائز في اللقاء وعلى كافة الأصعدة كانت أقل وبشكل ملحوظ مما كانت عليه أمام صن داونز رغم خسارته يوما .. وبعيدا عن الأرقام، وأقول أن رأيي الشخصي أن الأهلي أمام المريخ كان في اسوأ حالاته وكان واضحا أن تفكيره في مباراة جنوب أفريقيا أكبر بكثير من مباراة المريخ التي سعى لكسبها بأقل مجهود وبالإستفادة من سلبيات المريخ وعيوبه، كما أن أغلب لاعبي الأهلي كانوا بعيدين عن مستواهم ومع ذلك سجل الفريق ثلاثية وأضاع من الفرص المضمونة ضعفها .. ولا يمكن لفريق يرغب في التأهل أن يحتفي بهزيمة كما لا يمكن الاحتفاء بأن الفريق كان جيدا فقط لأنه لعب أمام "اسم كبير" لأن الفوارق تتلاشى عند دخول الملعب ويبقى الفيصل الأداء والعطاء والأهلي كان في اسوأ حالاته وخصوصا على الصعيد الدفاعي وبالتالي فإن المريخ اهدر فرصة مواتية للفوز عليه أو على اسوأ الفروض الحصول على نقطة والمريخ أضاع الفرصة لأنه ببساطة لم يعالج سلبيات مباراة القمة ولم يصحح اخطاءها فاستفاد الأهلي وكسب وهو في اسوأ حالاته، لذا فإن التنبيه لجوانب الخلل وتسليط الضوء على السلبيات أفضل وأفيد من الوقوف عند نقطة "المهم غلبنا والكورة نقاط'"  كما ردد البعض بعد مباراة القمة أو "لعبنا كويس" كما يردد البعض الآن.


    حاجة أخيرة

    الاستمرار في المنافسة يستوجب علاج السلبيات.. والفرق الكبيرة تبحث دوما عن الأفضل ولا تقنع بالقليل.

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية

    Item Reviewed: الأهلي .. الاسم أم الخصم ناصر بابكر Rating: 5 Reviewed By: الصادق الشايب الجيلي
    Scroll to Top