• آخر الأخبار

    الثلاثاء، 7 يونيو 2022

    في ذكرى رحيله الرابعة عشر.. غرد مع الفجر متسائلاً ن مقعده في الليل (2) الأستاذين/ عثمان حسين و حبيب الله التوم نمر

     


    الرشيد حبيب الله التوم نمر


    حبيب الله التوم نمر

    في ذكرى رحيله الرابعة عشر..

    غرد مع الفجر متسائلاً ن مقعده في الليل (2)

    الأستاذين/ عثمان حسين و حبيب الله التوم نمر

    في محــــــــــراب النيـــــــــــــــــــــــــــــــــــل..

    عندما "أقبل الليل"، كان سلطان الفن وأمير العاشقين الأستاذ الراحل / عثمان حسين، له الرحمة والمغفرة، يجالس النجم والمساء يضمهم جميعاً الوجد والحنين في إنتظار أن تأتي المحبوبة، إلا أنها تأخرت حتى جف في كأسه الرجاء وحينها أشهد السُلطان العاشق رؤى البحر على موعده ومقعده في ذلك الليل..! ومن ثم تغنى برائعته "أنا والنجم والمساء" الأغنية التي أضافت الكثير لمدرسة عثمان حسين الغنائية التي تكسوها "عشرة الأيام" في كثير من ما غنى ، ممنياً نفسه أن يلتقي بها عند اللقاء القادم حيث أنه مفتون بها منذ "اللقاء الأول" وتجلت هذه العُشرة والغرام في مصداقية جُل أغنياته، "صدقيني" ، "ريدتنا ومحبتنا" ،"أوعديني" .... وغيرهن..

     لم تترك أغنيات سلطان الفن وأمير العاشقين خفقة قلب أو تداعي فكرة فيما يجمع العاشقين الهايمين في فضاءات الحُب، إلا وكانت حضوراً في أغنياته.. غنى لجمال المحبوبة وفرط الوله والإفتتان بها و لوعة الحُب وصبابة العاشقين "أحبك..أحبك"، "ربيع الدنيا"، "نورة"، "طيبة الأخلاق"، "تستاهلي..(أحلى البنات)"، "أعز حبيبة" ، "الدرب الأخضر" "كيف لا أعشق جمالك.. فيك اجمل شئ خصالك ..أنت بدري" وغيرهن ..

     وللرجاء والتمني وبث الأشواق "قصتنا" ، "داوم على حبي"، "أرويني..أرويني"، "أوراق الخريف" ،"خلي قلبك معاي شوية" ، "غرد الفجر" وغيرهن.. 

    ولسهر العاشقين وسُهادهم وتوجعهم "شجن..وتعود مواكب ريدنا لى بر الأمان" ، "ذكرتني..ذكرتني عهد الغرام..وأعدت لي ماضي الهوى" ، "الفراش الحاير..حبيبي طرفي مسهد.. أراك قريب وأتنهد"، "أنا وحدي طول الليل.. بشكى حبى وأبكى أذكر ضفاف النيل أسأل نجوم الليل "،" ليه تسيبنا يا حبيبنا"، "نابك أيه في هواه..غير سهاد ونواح"، "ناداني غرامك"، " الوكر المهجور..كانت لنا أيام في قلبي ذكراها" ، "خالي قبك..كنتا فاكر القى عندك الحنان تغمرني بيه"، "أجمل أيامي".. سأظل أحبك وأعيش على حبك وأهديك من عمري أجمل ايامي" .. وغيرهن..

     ولكيد العوازل والمتربصين و لوم وعتاب الأحبة وخيانتهم وتنصلهم من عهود العشاق "ناس لا لا.. المهموم ومحسود علي همي .. المظلوم ومهدور دوام دمي .." من الحب ابتليت غير الصد ما لقيت ، "ما بصدقكم..ده حبيبي الروح بالروح" ، "عشقتك وقالوا لي عشقك حرام..ليتهم عرفوا المحبة عرفوا أسرار الغرام" ،"عشرة الأيام.. ما بصح تنساها..كأنوا ما حبيتك.. وكأنو ما عشناها.. وضمانا أحلى غرام.. ليه تجفى دون أسباب.. من غير عتاب أو لوم..وإخترتا غيري صحاب..!!"، "حبيبي جفا"، "لا تسلني.. لا تسل عني ليالي فقد بتنا حطاما" ،"مالي والهوى" ، "من أجل حبي..جاي تترجاني أغفر ليك ذنبك.. ما كفاية ..ما كفاية الشوفتو من من نارك وحُبك"، "شتات الماضي.. يا قلبي لا تعذبني سيب الماضي لا تلملم شتاتو .. لا تبكي من ضيع هواك.. حرّمك جمال ريدو وصلاتو.. " ، "أنا المظلوم..جافاني حبيب..أنا الحبيت وما خونتا..ولعهود الوصال صونتا"، "لا وحبك.. لاوحبك .. لن تكون أبداً نهاية.. أنت عارف نظرتك كانت بداية..أنت وحدك يا حبيبي اخترت قلبي..لا وحبك يا وحيدي.."، "أنت لي.. عاهدتني إنك تكون مخلص في بعدي. .وحلفت يا ناسي تصون عهدك وعهدي.. لو كان صحابك خدعوك في لحظة بعدي.. أو غرتك كلمة حنان فنكرت ودي"..!! وأولى أغنياته "حارم وصلي مالك.. يا الغاريك جمالك"، وغيرهن .. وغيرهن..

      هذا، بينما يرشف الندامى الكأس حبباً حببا ،فعلت "خمرة العشاق" فعلتها تلك عند تلك "القبلة السكرى" ما يؤكد أن مشاعر الحُب منبعها وملهمها ومسكنها الأول هو اللاشعور قبل أن يكون الشعور المستحكم في أبهى حضور الوعي..

    وعلى كلٍ، يظل السُلطان أوفى من يطايب خاطر المحبوب "دايماً أطيب خاطرك الغالي..وأسامحك كان نسيت" وأصدق من غفر وتجاوز وسامح من بني البشر لمن يحب " أنا عارف خصامك.. غضبك في كلامك.. ما من جوة قلبك.. كلو على لسانك.. مسامحك يا حبيبي" ..!! ويقسم على ذلك في رائعته "بعد الصبر.. يا حبيبي والله كانت ديك سحابة.." و من أجل أن يبقى الحُب .."والحقيقه كل املى أبقى جنبك.. أصلى بعدك ما هويت.. ولا حتى قبلك.."

    # يليه#

    لم تتجاوز أغنيات سلطان الفن الراحل/ عثمان حسين وطنه الكبير، حيث أنه محراب مقدس عنده، فكانت رائعته "أرضنا الطيبة" أو كما معروفة "بلادي أنا" والتي يرى بحق أنها بلاد الجدود ومأوى الأباء وتاريخ هذا الشعب الكريم الأبي.. ﺗﺮﺍﺙ الكرام... ﻭﻣﺠﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ.. ﻭﺳﻔﺮ ﻛﻔﺎﺡ ...ﺭﻭﺗﻪ ﺍﻟﺤﻘﺐ..وبينما كأنه يتحدث عن واقع حال البلد الأن في رائعته "الإشتراكية".. (يمين يا بلدي تنتصري.. وتبقي عظيمة تزدهري.. نفكر فيك بحرية.. ونعمل فيك بثورية.. مواكب تمشي تتحدى.. تدوس الظلم ينهدى.. وطال ما شعبنا بقاوم.. جوار الثورة تشد.. وما بترجع مواكبنا.. وما بتنقصنا حرية)".. أما لمحراب نيلها الخالد، فقد كان ولا يزال غناءه لنهر النيل واصفاً إياه بأنه "سليل الفراديس" من بين أدق أوصاف أشجان ما جادت به قريحة شعر الغناء السوداني كما أعتقد..

    # يتبع#

    غنى سلطان الفن وأمير العاشقين للعديد من أماجد شعراء فن الغناء السوداني ما يقارب 125 أغنية أو ما يزيد أو يقل بقليل، وبجانب ثنائته الأشهر والأميز ذات النصيب الأكبر من أغانيه وتناغمه مع الشاعر حسين بازرعة، غني أيضاً لكل من قرشي محمد حسن، عوض أحمد خليفة، السر دوليب، حميدة أبو عشر، التجاني يوسف بشير، علي محمود التنقاري ، عبد المنعم عبد الحي، محمد بشير عتيق، محمد يوسف موسى وغيرهم.. وهي جميعها الأغاني التي لا تمل الأذن سماعها في كل مرة بأحاسيس جديدة وخواطر وقراءات وتأملات مختلفة والتي صاغ ألحانها جميعها بنفسه إلا إثنان أو ثلاثة منها ما جعله الشاعروالفنان أيضاً المكتمل من حيث الأداء المتميز والألحان الشجية وهي ألحان غير متكررة أو مشابهة لبعضها البعض وهي أغانى لكل الأزمان والأجيال.. كيف لا وهو من غنى لكل سكنات القلوب وخفقاتها ، بجانب أنه أول من غنى بما يعرف بالغناء الحديث الذي تلى غناء الحقيبة ولكل الثقافات بما يعرف غناء (المدينة) الذي يخاطب الجميع وليس لفئة شعبية أو جهوية محددة. 

    ويظل بالنسبة لي بيت الشعر "أصلو الهوى دائي ودنياي وديني" في رائعته (أنت لي) المعروفة أيضاً (عاهدتني) من أصدق إعترافات عاشق محب، حتى وإن رأى البعض جنوح شاعر الأغنية في إستخدام كلمة "الدين" واعتقد أنه يعني مجازاً دين العشق وليس دين العقيدة، بينما تظل بالنسبة لي أيضاً كل أغاني السُلطان مثل ماء الزير، إن شربت منه إرتويت وإن نظرت إليه إكتفيت، فأغنياته بكلماته وألحانها إن إستمعت إليها إرتويت وإن قرأتها إكتفيت وإنتشيت وتعافيت..بجانب أنها هواء نقي أتنسمه صباح ..مساء وأجد فيه كثير من إنشراح وهي "البنقو" الذي أتعاطاه بإدمان ولا أجد حرج في أن افتخر بهذا وأحدث الناس عنه..

    ولتميز صوته الغريد الفريد، لم يستطيع أحد المطربين حتى الأن تقليد صوته وإن برع البعض منهم (فقط) في ترديد أغنياته ويأتي في مقدمتهم الأستاذة سميرة دنيا، الأستاذ عصام محمد نور، الأستاذة أسرار بابكر، الأستاذ فيصل الصحافة، البرنسيسة /نانسي عجاج، الأستاذ أبو بكر سيد أحمد، الأستاذ جمال فرفور والأستاذعاصم البنا ومن الجيل الجديد الفنانة الواعدة فاطمة عمروالمبدعة مكارم بشير وهؤلاء من إستمعت لهم، بل ولم أجد حتى الأن من يشبه شكله فضلاً عن صوته..!

    أخيراً، في ذكرى رحيل الأستاذ / عثمان حسين الرابعة عشر، التي تصادف اليوم السابع من يونيو، أهدي مقالي هذا وخواطري هذه للوالد الأستاذ/ حبيب الله التوم نمر والذي تناولت علاقته بفن عثمان حسين من قبل ودوماً ما أجلس معه للإستماع و(مذاكرة) فن السلطان.. والوالد، أمد الله في أيامه، مكتنز بعبق الذكريات ويهرب إليها محتمياً بها كثيراً وهذا عهدنا بالكبار من أمثاله وهو ايضاً مدرسة شاملة تديرها بمهنية عالية ذاكرته وأنا مدين له بفضل بعد فضل الله تعالى أنني أنهل كثيراً من هذه المدرسة، بجانب كثير من المحبة وليس لي حديث عن عظمة الرباط والبر به وكم أنا سعيد وأحمد الله تعالى أن خلقني من صلبه ، وعندما قرأت له هذا المقال قبل نشره، كان رده فوراً باللغة الإنجليزية التي يجيدها وهو أستاذها ”Go ahead” .. كما أهدي هذا المقال لعدد من الأصدقاء الأعزاء والأساتذة من عاشقي ومريدي فن السلطان، د/ حسن علي عيسى، إبن العم مولانا/ سيف الدولة حمدنا الله عبد القادر الذي قال لي ذات مرة أنه يصنف نفسه من بين العشرة الأوائل لمحبي عثمان حسين بينما يأتي صديقه إبن الحصاحيصا الراحل الشهيد /عابدين حامد الضو، له الرحمة والمغفرة، من بين الخمسة الأوائل على حد تعبيره .. ولأستاذي عاشق كل جمال الأستاذ محمد رملي بابكر، وصديقي قيثارة الفن والأخلاق العازف الماهر / مغيرة حسن عبد الرحمن ولصديقي وأستاذي/ هاشم محمد بابكر سوار (بندي) وللأخ الصديق العزيز/ عبد العظيم أبشر (قرض) ولجاري وصديقي الأستاذ الفنان / النذير السر حداد الذي لا يجد مقالاً أو أغنية للسلطان ، إلا وأرسلها لي فوراً ولكل محبي سلطان الفن وأمير العاشقين الراحل/ عثمان حسين..

    رحمه الله برحمته الواسعة وجعل مسكنه الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا..

    الرشيد حبيب الله التوم نمر

     Elrasheed Habeeb

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية

    Item Reviewed: في ذكرى رحيله الرابعة عشر.. غرد مع الفجر متسائلاً ن مقعده في الليل (2) الأستاذين/ عثمان حسين و حبيب الله التوم نمر Rating: 5 Reviewed By: الصادق الشايب الجيلي
    Scroll to Top