• آخر الأخبار

    السبت، 23 يوليو 2022

    كبد الحقيقة د . مزمل أبو القاسم خارج الصندوق!



     كبد الحقيقة

    د . مزمل أبو القاسم

    خارج الصندوق!

    * حرصت على متابعة مباراة نهائي كأس مصر بين الأهلي والزمالك مساء أمس الأول، واستمعت بمباراة في غاية الروعة، سيما من زمالك الفن والهندسة، الذي ذكرنا بأيامه الخوالي، وأعادنا إلى زمن المعلم حسن شحاتة وفاروق جعفر ورفاقهما الذين خطوا في كتاب القلعة البيضاء سطوراً ذهبيةً خلدها التاريخ، وحققوا للزمالك بطولات وأمجاداً خالدة.

    * تفنن نجوم الزمالك بقيادة التونسي سيف الدين الجزيري والموهوب إمام عاشور والساحر أحمد سيد زيزو والرسام أشرف بن شرقي في تعذيب دفاع الأهلي وفتحوا فيه شوارع للمرور السريع، بإسناد قوي من الموهوبين محمد عبد الغني وسيد عبد الله نيمار، ومزقوا شباك الحارس الأهلاوي محمد الشناوي في الحصة الأولى مرتين، وكان بمقدورهم مضاعفة الحصيلة إلى خمسة أهداف على الأقل في الشوط الأول وحده.

    * شهدت الحصة الثانية عودة الأهلي لأجواء المباراة بعد أن سجل نجمه حسام حسن هدفاً جميلاً في مرمى الحارس الزملكاوي محمد عواد، وازداد الضغط على دفاعات الزمالك بعد أن ارتكب مدربه البرتغالي جيسوالدو فيريرا خطأً مؤثراً، بسحب التونسي سيف الدين الجزيري، ليرفع الضغط عن الأهلي ويمنح مدافعيه فرصة التقدم لدعم الهجوم، بعد أن عذبهم التونسي بسرعته الفائقة في الحصة الأولى.

    * خطأ وحيد من المدرب كاد يضيع نتيجة المباراة على الزمالك لأن يوسف أوباما الذي دفع به فيريرا لا يجيد اللعب كرأس حربة ولا يمتلك مقومات تلك الخانة، بخلاف الجزيري السريع، لكن خط الدفاع القوي المكون من حمزة المثلوثي ومحمود الونش وحسام عبد المجيد وأحمد فتوح (وبديله حازم إمام)؛ أحبطوا كل محاولات الأهلي، حتى انتهت الليلة بيضاء من كل سوء، وعمت الاحتفالات (مية عقبة)، وغنت جماهير الزمالك للاعبيها حتى الصباح، بينما حصد نجوم الأهلي وجماهيرهم الحسرة والدموع.

    * لفت نظري التنظيم الدقيق للحدث الكبير، حيث لم تشهد المباراة أي شائبة تعكر صفو السهرة الكروية البديعة.

    * كل شيء كان في قمة الروعة، ابتداءً بملعب المباراة، ومروراً بالبث التلفزيوني، والأستوديو التحليلي لقناة (أون سبورت)، والجماهير التي التزمت جانب الروح الرياضية وابتعدت عن ترديد الهتافات الحادة والخادشة للحياء، واللاعبين الذين انصرفوا لاعب كرة القدم على مدار الشوطين وابتعدوا عن التشنج والعنف، وانتهاءً بالتحكيم الذي أخرج المباراة نظيفةً من غير سوء.

    * جالت وقتها بخاطري مشاهد مؤذية من دورينا غير الممتاز، الذي شارف على نهايته بأردأ مستوى، وأسوأ ملاعب، وأقبح بث تلفزيوني في تاريخ اللعبة بالعالم أجمع.. وانتهاءً بالتحكيم السوداني الذي يقلب الأبيض إلى أسود، ويحول المنتصر إلى مهزوم، ويلعب أدواراً أساسية لتحديد هوية الفائز باللقب الهزيل!

    * ذلك عن الدوري غير الممتاز، وعن مسابقة كأس السودان الغائبة عن الساحة الكروية منذ أربع سنوات حدث ولا حرج.

    * ما الجميل الجاذب في مسابقة دورينا الهزيلة، ذات التنظيم السيء والمستوى الهابط والمردود التسويقي الصفري؛ كي يقرر اتحاد الكرة زيادة عدد أنديتها من ثمانية عشر بدلاً عن 16؟

    * أندية فقيرة، وملاعب مجدبة ومصفرة وتزخر بالحفر والمطبات، وجائزة البطل فيها لا تتعدى الألف دولار.. لماذا يرفع الاتحاد عدد أنديتها إلى 18؟

    * مسابقة اضطرت الجهة المنظمة لها إلى تعديل لائحتها في منتصف الموسم، كي تقيمها بنظام التجميع في العاصمة بعد أن كانت تنظم في أربع مدن، بسبب ارتفاع كلفة الترحيل وفقر الأندية، كيف جاز للاتحاد أن يرفع أعباءها ويضاعف كلفتها بزيادة عدد الأندية؟

    * الشيء الطبيعي والمنطقي في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية للمسابقة الرئيسية (والبلاد كلها) أن يتجه الاتحاد إلى تخفيض العدد إلى 14 أو حتى 12، لتقليص النفقات ومحاصرة الإملاق الذي تفشى بين أندية الممتاز، حتى جأرت بالشكوى، واضطر الاتحاد إلى تعديل اللائحة تقليصاً للنفقات.

    * ثم.. إلى متى سيتمسك الاتحاد؛ الذي أتى من رحم مجموعة تحمل مسمى (التغيير)؛ بتنظيمه للمسابقة الرئيسية، بعد أن أزالت معظم اتحادات العالم ذلك العبء الثقيل عن كاهلها، وأنشأت روابط للأندية، وعهدت إليها بتنظيم بطولات الدوري في كل مكان؟

    * في مصر تأخر الاتحاد الرائد في إطلاق رابطة الأندية المحترفة قبل أن يدشنها في الموسم الماضي، ويعهد إليها بتنظيم الدوري، ويتفرغ لتطوير النشاط والعناية بالمنتخبات، ويجتهد لجعل اللعبة سلعةً جاذبة للرعاة والمسوقين، وكانت النتيجة ما شهدناه في نهائي بطولة كأس مصر مساء أمس الأول، وتنافساً محتدماً ومستوىً رفيعاً ورعايات ضخمة لبطولة الدوري التي يتصدرها الزمالك بملاحقة قوية من نده العتيد.

    * لماذا يريد اتحادنا للمشهد الكروي الحالي أن يستمر بكل قبحه وتخلفه وضعف مردوده على كل الصعد؟

    * إلى متى نستمر في التدهور، وما الذي يمنع اتحادنا الهمام من محاولة تغيير الواقع الكئيب للكرة السودانية التي تعيش في غرفة الإنعاش؟

    آخر الحقائق

    * لم يتغير شيء في عهد الاتحاد الحالي.

    * اهتمام الاتحاد ما زال منصباً على لجنتي المسابقات والمنتخبات.

    * لا توجد مسابقات للمراحل السنية، ولا مبادرات لتحسين مناخ اللعبة، ولا تعديل في النهج العام لعمل الاتحاد.

    * اقترحنا على الدكتور معتصم جعفر أن يطلق على الدورة الحالية للمجلس مسمى (دورة إعادة التأسيس)؛ بتوجيه كل اهتمام الاتحاد للمراحل العمرية، بإنشاء أكاديميات كروية في الولايات، وتوفير كل معينات النجاح والتطور لها.

    * فوق ذلك ينبغي على الاتحاد أن يجتهد لتأهيل الملاعب، ولتكن البداية بملاعب بطولة الدوري الممتاز، لأن واقعها الحالي مزرٍ بكل ما تحمل الكلمة من معان.

    * الدليل على صحة ذلك الحديث حظر كل ملاعب السودان (ما خلا ملعب الهلال) من استضافة المباريات الدولية.

    * الجيل الحالي من لاعبي كرة القدم ليس مؤهلاً لتحقيق أي إنجازات.

    * عليه ينبغي على الاتحاد أن لا يهدر أمواله عليه إلا بمقدار.

    * يخصص الفيفا أكثر من 11 مليون دولار لكل اتحاد وطني عبر مشروع التطوير.

    * استفادت دول كثيرة من حولنا من ذلك المشروع ووظفته لتطوير البنيات الأساسية للعبة، وتحسين مناخاتها، مثلما حدث في يوغندا وكينيا وحتى جنوب السودان الذي أفلح اتحاده الكروي في استغلال دعم الفيفا لإعادة تأهيل إستاد جوبا.

    * نتوقع مع اتحاد معتصم أن يتحفنا بأفكار جديدة (خارج الصندوق)، كي يطور النشاط ويحسن المستوى بالتركيز على المستقبل.

    * آخر خبر: الحاضر كئيب.. ركزوا على المستقبل.

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية

    Item Reviewed: كبد الحقيقة د . مزمل أبو القاسم خارج الصندوق! Rating: 5 Reviewed By: الصادق الشايب الجيلي
    Scroll to Top