رحيق رياضي أحمد محمد الحاج :: دموع زكريا حيدر وقمّة الجنينة

 

رحيق رياضي أحمد محمد الحاج :: دموع زكريا حيدر وقمّة الجنينة

□ خلال مباراة منتخبنا الوطني ونظيره الجنوب سوداني في الجولة الثانية من بطولة سيكافا للمنتخبات والتي أقيمت في (العام 2015) وأثناء عزف السلام الوطني لمنتخبنا الوطني ردد عدد من لاعبي منتخب جنوب السودان النشيد الوطني السوداني دون أن يشعروا وبصورة عفوية أدّت إلى دخول الحارس البديل وقتها (زكريا حيدر) في موجة من البكاء جرّاء المشهد المذكور.

□ المباراة المذكورة كانت أول مباراة تجمع بين منتخبنا الوطني والمنتخب الجنوب سوداني عقب إنفصال الأخير في يوليو من العام 2011 وتلك مفاهيم الرياضة وتقاليدها التي تكرّس لروح التسامح والإخاء بين الشعوب عندما يلقى بثوب السياسة والساسة في أقرب سلة مهملات وسيادة تلك الروح بين المجتمعات الرياضية رمزاً للسلام ودعماً له.

□ في مونديال فرنسا 1998 هاب الجميع من مواجهة المنتخب الإيراني للمنتخب الأمريكي في المجموعات بعد وقوعهما في مجموعة واحدة بسبب علاقات البلدين المتوتّرة نظير الهجوم على السفارة الأمريكية بإيران ودعم أمريكا للعراق في حربها ضد إيران لتكون علاقات البلدين في أوج توترها قبل مونديال فرنسا.

□ إلا أن كرة القدم إحدى الرياضات الأكثر شعبية في العالم كانت (حمامة السلام ورمز التسامح) عندما دخل لاعبو المنتخب الإيراني للملعب وفي أياديهم (وروداً بيضاء) قاموا بتقديمها للاعبي المنتخب الأمريكي رمزاً للسلام وتهدئة للاجواء المشحونة ووجدت البادرة إستحسان العالم أجمع وفاز المنتخب الإيراني على نظيره الأمريكي (2-1).

□ الرياضة تساهم في تأسيس أسس السلام والثقة بالنفس وبناء المجتمعات السليمة بعيداً عن تفرقة الجنس والعنصرية والديانات لأنها تجمع كافة الأطياف تحت مظلّة الإخاء والتسامح ونبذ العنف والإحتراب والتفرقة العنصرية.

□ قمّة الجنينة لتلك الأهداف بعيداً عن الساسة والسياسة فهى تجمع بين أكبر ناديين في السودان بإحدى مدن الإقليم الذي عانى من ويلات الحرب والتشريد والخراب والدمار دعماً للسلام وفرحة لأبناء هذا الإقليم وإرساءً لمفاهيم أن الرياضة (تجمع) ولا (تفرّق) وأنا لُحْمَة هذا الوطن واحدة من شمالها لجنوبها ومن شرقها إلى غربها رغماً عن أنف الإنفصاليين وعشّاق تقسيم السودان إلى دويلات بحجج التهميش وتقسيم الثروات.

□ جاء المريخ والهلال لإسعاد الزيادية وبني فضل وبني حسين ودار حامد والرزيقات والمحاميد والماهرية والعريقات والعطيفات والزبلات والبرنو والزغاوة والميدوب والمساليت والقمر و الارنقا والتاما والبني هلبا والمسيرية والمراريت والسلامات والهبانية والتعايشة.

□ سيتقاطرون إلى الجنينة من زالنجي ونيالا والضعين والفاشر للتأكيد على أن قمّة اليوم قمّة لنبذ التفرقة العنصرية ولبناء مجتمع متلاحم ومتعاضد لا يأبه للصراعات السياسية وتجمعه الرياضة بكل محبة وإخاء وسلام.

□ قمّة نتمناها في كسلا تجمع الهوسا والبني عامر والهدندوه والحباب وننتظرها في ثغرنا الحبيب لتحوي النوبة والبني عامر والهدندوه وكل قبائل شرقنا الحبيب.

□ ديربي يجب أن يكون معولاً للسلام لحقن دماء الأبرياء بالنيل الأزرق يحتشد لها الفونج عن بكرة أبيهم بجوار الهوسا في المدرجات.

□ قمّة نتمنى أن تطوف ولايات السودان المهمّشة وقراها الفقيرة لدعم التنمية وتعمير المدارس والدور الصحّية فالمريخ والهلال لا يقتصر دورهما على الصراع على بطولتي الممتاز والكأس وإنما يجب أن يمتد لأبعاد إجتماعية فهما أكبر سفيرين بالبلاد لإرساء مبادئ السلام والتنمية والعدالة بهذا الوطن الحبيب.

□ خلال القرن الماضي إلتقى قطبي الكرة السودانية مراراً وتكراراً (ودّياً) إلا أن تلك البادرة انقضت تماماً خلال الفترة الأخيرة بعد أن استشرى داء التعصّب وبات لقاء الفريقين خارج نطاق التنافس الرسمي من المحرمات.

□ لماذا لا نتابع قمّة ودية بالخرطوم دعماً لأطفال المايقوما وإعانة لمحتاجي المستشفيات الحكومية الذين لا يجدون حتى ثمن العلاج لماذا لا نجد قمّة رمضانية لإعانة الأسر المحتاجة ولا نشاهد قمّة قبيل عيد الأضحى لتقديم الأضحية للأسر المتعففة.

□ أين قمة دعم (أطفال السرطان ومرضاه) وقمّة (تشييد الفصول والمظلات) للمدارس بقرى السودان النائية فلو قدّر لعملاقي الكرة السودانية التباري شهرياً لدعم إحدى تلك الدور لفاق إسهامهما التنموي المجتمعي حتى حكومة السودان.

□ يقص ليفربول والسيتي عند السادسة مساءً بتوقيت السودان شريط التنافس الرسمي للموسم 2022-2023 عندما يتواجها على درع الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم بين بطل الدوري (السيتي) وبطل الكأس (ليفربول).

□ مواجهة هجومية من الطراز الرفيع وإختبار قدرات حقيقي للوافدين الجديدين (هالاند السيتي) و (نونيز الريدز).

□ حاجة أخيرة كدة :: دارفور بلدنا.

يوليو 30, 2022