كبد الحقيقة
د . مزمل أبو القاسم
مُشرع الحلم الهلالي!
* في مستهل شهر أبريل الماضي كتبت مقالاً في هذه المساحة بعنوان (مشروع العليقي)، تناولت فيه الخطة التي شرع في تنفيذها شاب طموح وحديث العهد بالوسط الرياضي، اسمه محمد إبراهيم العليقي، كان يعمل نائباً لرئيس لجنة التطبيع الهلالية، قبل أن يتم اختياره نائباً لرئيس النادي في الانتخابات الأخيرة.
* كتبت وقتها ما يلي: (الإداري الذي يتبنى مشروع الحداثة الهلالي هو محمد إبراهيم العليقي، نائب رئيس قطاع رياضي يقوده هشام السوباط، رئيس نادي الهلال بنفسه.
* العليقي نفسه يمثل مشروع رئيس قادم للهلال، مثلما ذكر لي الأخ هشام السوباط، الرئيس الحالي للهلال، عندما سألته ذات مرة: (ألا تنزعج من طغيان أخبار العليقي على أخبارك وأنت رئيس النادي؟) فرد قائلاً: (أنا استعنت به أصلاً كي يخلفني في رئاسة النادي).
#أجواء_المريخ
* يقوم المشروع بحسب ما تابعنا على ثلاثة ركائز رئيسية، أولها استكشاف لاعبين موهوبين من كل أرجاء السودان، وضمهم إلى كشوفات النادي، وثانيها الاستعانة بالخبرة الأجنبية لتدريب فريقي الشباب والناشئين مع توفير الاستقرار الفني للفريق الأول، والثالث توفير مشاركات خارجية وتجارب دولية لتلك الفرق، مع ضمان خضوعها إلى فترات معايشة مع أندية متطورة كروياً.
* مشروع لا يخلو من الجرأة، ويستحق الاحترام، حتى ولو شككنا في جودته، وانتقدنا بعض تفاصيله.
* صادف تنفيذ المشروع فترة خلو الملاعب من الجماهير بسبب التدابير الاحترازية لجائحة الكورونا، فتم تنفيذ جانب منه بمعزل عن الضغوط الجماهيرية المصاحبة للعمل في أندية القمة، ولم تكن المحصلة مرضية لصاحب المشروع، ومع ذلك لم يتعرض إلى مضايقات بسبب عدم مواجهته لأنصار النادي بعد الخسائر المؤثرة.
* بعد نهاية مباراة الدورة الثانية بين المريخ والهلال (مسمار رمضان) وقع المحظور، ورأى الإداري الشاب الوجه الآخر لجماهير الهلال الثائرة للمرة الأولى في مشواره الرياضي القصير، فأخضعه بعض المتشنجين لفواصل من السب والشتم والإهانة، وهتفوا في وجهه بعنف، واتهموه بتدمير الهلال عبر التمسك بالمدرب البرتغالي السابق جواو موتا، على الرغم من فشله الذريع مع الفريق.
* بعد (ثورةٍ خانها الجلد) وتعدد العثرات ضاع الثبات، وانهارت القناعات، واضطر العليقي إلى أن يحني رأسه للعاصفة ويقبل إقالة موتا، مستبدلاً إياه بالوطني خالد بخيت، قبل أن ينفض يديه عن المشروع كله، ويسعى إلى تنفيذه بطريقة أخرى عجولة، عبر مضاعفة عدد اللاعبين الأجانب، بحثاً عن إنجاز سريع في البطولة الإفريقية، بدلاً من سياسة (النفس الطويل)؛ المستندة إلى لاعبين صغار السن، بدلاً من المخضرمين الذين تمت التضحية بهم بالشطب الجماعي لضمان نجاح المشروع!
* طلب الهلال من الاتحاد رفع عدد الأجانب إلى الرقم خمسة على أيام شداد فوافق على الطلب، متخلياً عن مواقفه القديمة، ثم عاود العليقي الكرّة، وطلب السماح بضم ثلاثة أجانب آخرين، في فريق الرديف، وكان أسامة عطا المنان حاضراً للإجابة، انطلاقاً من علاقة خاصة جداً تربطه بالعليقي!
* المحصلة انهيار (مُشرع الحلم الهلالي)، ورفع عدد الأجانب إلى الرقم عشرة، بعد أن نال العليقي ضوءاً أخضر لضم ثمانية وتجنيس اثنين بقرار من رئاسة الجمهورية، ليصبح فريق الهلال للموسم الجديد شبيهاً بقوات (اليوناميد) متعددة الجنسيات!
* فريق أجنبي بشعار سوداني، يحوي أكبر عدد من الأجانب في تاريخ الكرة السودانية، بكلفة هائلة تصل في مجملها إلى ملايين الدولارات، وبمرتبات تفوق المائتي ألف دولار شهرياً.
* نسأل الأخ أسامة عطا المنان (الراعي غير الرسمي لفرقة اليوناميد الجديدة): هل خضع قرار زيادة عدد الأجانب مع رفع الحظر المفروض على قيد الحراس الأجانب إلى أي دراسة فنية قبل إقراره بواسطة الاتحاد، للتأكد من جداوه الفنية على الكرة السودانية؟
* ما الداعي إلى اتخاذ مثل هذا القرار الكبير والمؤثر بالتمرير، وفي غياب رئيس الاتحاد (الذي كان موجوداً بالمغرب)؟
* إلى متى ستستمر هيمنة العليقي على الاتحاد بوجود أسامة عطا المنان الذي لم يستفد شيئاً من تجربة سابقة أوردته ردهات المحاكم، ودمغته بالفساد واستوجبت ملاحقته بإعلان (لمتهم هارب)؟
* ألم يكن فيها ما يكفي من العظات والعبر الكافية لتجاوز الماضي الأليم؟
#أجواء_المريخ
* ما يفعله أسامة لأجل تمرير مشروع العليقي الجديد مخجل ومؤسف ويدل على أن الاتحاد الحالي أضعف وأسوأ من الذي سبقه، وأن عودة د. معتصم على رأس مجموعة (التغيير) لم تفلح ف تغيير حال الكرة السودانية إلا إلى الأسوأ!
* السبب هيمنة أسامة على القرار في الاتحاد!
* ما ورد حديث عن تجاوز اللوائح وازدراء القوانين وانتهاك الضوابط الخاصة بالصرف المالي واستغلال النفوذ لتحقيق مكاسب وأغراض خاصة إلا ورد معها اسم أسامة عطا المنان، الذي لا يتعظ ولا يتعلم من الأخطاء!
آخر الحقائق
* بسبب أسامة وبرعاية شخصية منه تم تعديل لائحة مسابقة الدوري الممتاز لإلغاء سنترليق الهبوط، ورفع عدد فرق الدوري الممتاز إلى الرقم 18!
* حدث ذلك قبل نهاية المسابقة بست جولات فقط!
* المسوغ المعلن (احترام النظام الأساسي الذي نص على أن عدد أندية المسابقة 18)!
* والسبب الحقيقي محاولة إبعاد نادي حي الوادي نيالا (الذي يرعاه أسامة) عن خطر الهبوط!
* الحديث نفسه ينطبق على قرار تكوين فرق الرديف في أندية الممتاز!
* أندية فقيرة معدمة لا تمتلك قوت يومها، اضطر الاتحاد لتجميعها في مدينة واحدة لتنظيم مسابقة الدوري كي يساعدها على استكمال المنافسة، من أين لها أن ترعى فريقين وتنفق عليهما في الوقت نفسه؟
* المسوغات لها علاقة مباشرة برعاية أسامة لناديه الذي يمتلك عشرات العقود مع لاعبين لا يجد لهم ما يكفي من خانات!
* حالياً نتابع فواصل من المساخر لإضفاء بعض المشروعية على انسحاب الهلال من بطولة كأس السودان.
* وعن ما يحدث في الملف المالي وملف المعدات الرياضية وملف المستحقات المالية الإفريقية للأندية حدث ولا حرج!
* لنا عودة لما يحدث فيها بالتفصيل.
* آخر خبر: مجلس ضعيف وخانع، ورئيس متهاون، ونائبه الأول متمدد، حوّل الاتحاد إلى ضيعة خاصة، يفعل بها ما يشاء!!
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية