كبد الحقيقة
د . مزمل أبو القاسم
معالجة شاملة
* يمكن للمريخ أن يكتسب مجلساً منتخباً في جمعية الثلاثين من ديسمبر الجاري، لكنه لن يتعافى كلياً، ولن يتجاوز أزمته الإدارية المعقدة إلا إذا تخلص من المسودة الحالية للنظام الأساسي، لأنها تمثل أس البلاء وأم الكوارث في النادي الكبير.
* لو اقتصرت الجمعية المقبلة على انتخاب المجلس فحسب فستكون محصلتها دون المأمول بكثير.. فالمريخ سبق له أن حصل على مجلس منتخب بما يشبه الإجماع في جمعية الموردة الشهيرة، بل إن رئيس المجلس ونائبه الأول فازا بالتزكية وقتها، فهل انحلت العقدة؟
* وهل انتهت الأزمة؟
* كان الصحيح أن تنعقد جمعية عمومية طارئة لتعديل النظام الأساسي، أو فلنقل لإزالة التحوير القبيح الذي لحق به بعد إجازته في جمعية 27 شهيرة الشهيرة، بأقبح وأشهر عملية تزوير في تاريخ الوسط الرياضي، لأن تلك الجمعية كانت منقولة بالصورة والصوت على وسائل التواصل الاجتماعي، ومسجلة بالفيديو!
* مع ذلك تعرضت مخرجاتها إلى أخطر عملية اختطاف، تمت بجرأة عجيبة وغريبة.
* بما أن عقد جمعية عمومية طارئة لاستعادة النظام الأساسي المختطف بات غير وارد لضيق الوقت، عليه يجب على لجنة الانتخابات أن تفتح الباب أمام الأعضاء للتداول في شئون ناديهم ولو لنصف ساعة قبيل انطلاق عملية التصويت، كي يتم تحديد موعد لجمعية عمومية طارئة تتولى تصحيح الخلل المتعلق بدستور النادي.
* الجمعية المقترحة ينبغي أن تعالج الخلل البائن في تركيبة اللجان العدلية، التي أظهر بعضها انحيازاً بائناً، وقدم مردوداً مشوهاً حتى في الانتخابات الحالية.
* ما نقصده أن المعالجات ينبغي أن تأتي شاملة لا جزئية، وأن تمتد لتشمل تصحيح كل الأوضاع المختلة في النادي الكبير، لا أن تقتصر على انتخاب مجلس ترشح له قرابة المائة عضو.
* أمس انطلقت مرحلة الدعاية الانتخابية فضحت وسائل التواصل الاجتماعي والقروبات الحمراء بالسير الذاتية، بعد أن ابتدعت لجنة الانتخابات مصطلح (الصمت الانتخابي)، ومنعت المرشحين من الترويج لأنفسهم خلال الأيام التي تلت فتح باب الترشيح، ونحن لا نعلم من أين أتت اللجنة بذلك المصطلح، سيما وأن الدستور المشوه الذي يحكم النادي حالياً خلا تماماً من أي إشارة للمصطلح المذكور.
* قرأنا وعوداً كثيرةً نعلم أن معظمها لن يتحقق، ولكن الحد الأدنى من الفائدة تحقق بتعرفنا على السير الذاتية لمرشحين لم نسمع ببعضهم إلا ضحى الترشح للانتخابات.
* الثابت أن الصراع الانتخابي سيجري بين مجموعتي أيمن أب جيبين وحازم مصطفى، لكن المجموعتين لم تقدما برنامجاً انتخابياً حتى اللحظة، مثلما لم نتعرف على هوية مرشحي كل مجموعة، ونما إلى علمنا أن المجموعة الأولى (أب جيبين) عكفت على إعداد برنامجها توطئة لطرحه على الناخبين قبل انطلاق الجمعية.
* في المقابل ستعاني المجموعة الثانية من مأزق حقيقي، حال إقدامها على نشر برنامجها، لأن قائدها أعلن على الملأ أنه لم يترشح ولا يعلم الكيفية التي تم بها تقديم اسمه للجنة الانتخابات، كما أعلن عدم اعترافه بالجمعية الانتخابية وطعن في نزاهة واستقلالية اللجنة التي تشرف عليها، فكيف سيقدم برنامجاً انتخابياً لجمعية لا يعترف بشرعيتها.. وينفي ترشحه لها؟
* سنشهد بالقطع سعياً محموماً لحشد العضوية وشراء الأصوات، لكننا نثق تماماً ومن خلال معرفة لصيقة بمعظم أعضاء الجمعية أنها مكونة في غالبها من أشخاص مستقلين تصعب استمالتهم، ويستحيل شراء أصواتهم.
* أكثر من سبعين في المائة من أعضاء جمعية المريخ العمومية المقبلة مريخاب خُلّص، مستقلون بآرائهم، ومعتدون بأنفسهم ويعلمون مصلحة ناديهم تماماً، ولن يمنحوا أصواتهم إلا لمن يستحقها.
* وكالعادة نتوقع أن لا تحقق الجمعية النصاب القانوني في اليوم الأول، ككل الجمعيات الانتخابية في مسيرة الأندية الكبيرة خلال السنوات الماضية، لتنعقد في اليوم الثاني بالثلث، أو في اليوم الثالث بأي نصاب.
* في الحالات الثلاث نتوقع أن تخلو الجمعية من المفاجآت سيما على المناصب الرئيسية، المتعلقة بالرئيس والنائب الأول والنواب الثلاث، لأن المعركة فيها شبه محسومة.
* المفاجأة تكمن في أن المسودة الصحيحة للنظام الأساسي تحوي نائباً واحداً للرئيس ولا مكان فيها لأربعة نواب، لذلك طالبنا لجنة الانتخابات بأن تتيح للأعضاء فرصة للتداول قبل أن يدلوا بأصواتهم، كي يلزموا المجلس المنتخب بتحديد موعدٍ لجمعية طارئة تعالج الخلل المريع الذي حدث لدستور المريخ في مستهل فترة عمل المجلس الجديد.
آخر الحقائق
* يوم أمس الأول كتبنا مشفقين على الأخ هيثم محمد نور المدير التنفيذي المكلف لنادي المريخ، الذي وجد نفسه ملزماً بإدارة أكبر أندية السودان من دون سابق تحضير أو استعداد.
* لم تمض 24 ساعة حتى تقدم هيثم باستقالته، طالباً لنفسه النجاة من هذا التكليف المنهك والثقيل.
* نشيد به ونمدح جهده ونطالبه بأن يستمر حتى موعد انعقاد الجمعية، بعد أن أعانه أب جيبين بتوفير ميزانية التسيير.
* ما قصرت يا هيثم.
* شاب مهذب وكفء وخلوق، يستحق الإشادة والتكريم من المجلس المقبل.
* إقدام الشقيق محمد سيد أحمد على تجاوز القرار الصادر من المدير التنفيذي بخصوص المنشآت، وكسره لطبلة الإستاد من جديد يحسب عليه سلباً.
* إثبات قوة الشخصية لا يتم بمثل هذه السلوكيات العنيفة والمستهجنة.
* ومصلحة المريخ لا تتحقق بإتلاف ممتلكات النادي.
* أستغرب أن تصدر تلك التصرفات الهوجاء من رجل خبر دروب العمل العام لعشرات السنوات.
* لا يوجد مبرر لإصرار الجكّوُمي على الاحتفاظ بملف المنشآت لنفسه بعد أن أعفته منه الجهة المسئولة عن إدارة النادي.
* عليه أن يصبر ليرى نتيجة الانتخابات، وإذا فاز يمكنه أن يعاود عمله في المنشآت بالنهج الذي يعجبه.
* التصرفات العنيفة ستقلص فرصه في الفوز بمنصب النائب الأول، سيما وأنه سيحظى بمنافسة قوية من شخصيتين من الوزن الثقيل.
* نقصد بهما عثمان الأمين الشيخ مصطفى، وطارق سيد المعتصم.
* المريخ بحاجة إلى الهدوء قبل جميعة الثلاثين من ديسمبر.
* شبعنا من التنازع والخلافات والصراعات.
* أتركوا الخيار لأعضاء النادي.
* كما ذكرنا من قبل فإن انتخابات المريخ ينبغي أن تشكل سباقاً للمحبة، لأنها تجمع بين محبين للنادي العريق.
* كذلك ينبغي أن تتوقف المساعي الهادفة إلى نسف الجمعية خوفاً من نتائجها.
* آخر خبر: دعوا الصناديق تقول كلمتها.. وبعدها يتم التفرغ لتصحيح الوضع المختل على الصعيد التشريعي في الزعيم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية