امير عوض : شعرة سوليناس..مدرب الزعيم

مدرب المريخ الايطالي - جوفاني سوليناس - طالب بإستبعاد لاعبي الفريق (موسي الطيب، علي محمد علي) من - حساباته - للفترة المقبلة.

سبب الاستبعاد، حسب ما رّشح من معلومات، هو تأخير اللاعبين، في الحضور لوجبة الافطار، بحيث تأخر اللاعب علي 3 دقائق و موسي 5 دقائق.

لكن بدورنا نتسائل عن - حجم العقوبة - الموقعة جرآء عدم تنفيذ الأوامر الروتينية - كالأكل - و غيره.

فهل يستحق هذا الجرم - التأخير لدقائق معدودة - الإبعاد من الحسابات، و ابعاد اللاعبين من التدريبات، و حتي من فندق إقامة الفريق؟!

حديثنا هذا لا يعني تأييدنا لتصرفات اللاعبين، مع تمام علمنا بأننا كسودانيين، لا نحب الانضباط و التعليمات و التقيد باللوائح، و لكننا ندعوا نجومنا لتنفيذ كل ذلك، لأنه في صالحهم و في صالح مستقبلهم الكروي.

و الواضح أن الإيطالي لا يعلم شيئاً عن العقلية السودانية، و كم كنت اتمني أن يجتمع معه مسبقاً سعادة اللواء طارق - مدير الكرة - للإتفاق معه حول نوعية العقوبات، و تدرجها، و التركيز فيها علي الجوانب المالية - من خصم أو حرمان من الحوافز و الرواتب - بدلاً من السياسة الحالية التي تضرّ المريخ قبل أن تُحقق تطبيق الانضباط.

و لِم لا تضع دائرة الكرة لائحة عقوبات مالية، و تُسلم كل لاعب نسخة منها، و تبدأ في تطبيقها بكل صرامة.

أسلوب الاستبعاد، و الطرد، و الخروج من الحسابات سيضُرّ المريخ و اللاعب معاً، فلا بدّ من تطبيق مبدأ التناسب بين العقوبة و الجرم، و طالما ان العقوبة تستهدف اللاعب لتقويم سلوكه، فالتكن محصورة في الجانب المادي فقط عبر الخصم من الرواتب أو حجبها حتي من كل المتقاعسين عن أداء الواجب.

و علي لاعبينا، ممارسة الانضباط و الاحترافية، ليتمكنوا من تطوير انفسهم، بدلاً من - السبهللية - التي تشتهر بها الشخصية السودانية في شتي المجالات.

كما نتمني أن يكون الايطالي - مرّناً - في تعامله مع نجومه و أن لا - يمسك العصاية من النص - خلال مطالبته بتنفيذ أوامره بالحرف الواحد.. و أن يركز ان تكون عقوباته بقدر الجرم المرتكب إذ لا يُعقل أن تستبعد لاعباً - دفع النادي من اجل استقطابه مليارات الجنيهات من حوافز و اقامة و سفر و اعاشة - بسبب تأخير دقائق عن التواجد في مائدة الإفطار!!

أعزائي في دائرة الكرة المريخية، حينما سُئل - معاوية بن أبي سفيان - عن كيف حكمت الشام أربعين سنة، رغم القلاقل، و الأحداث السياسية المضطربة، قال:
لو أن بيني و بين الناس شعرةً ما انقطعت، قيل: و كيف؟ قال: لأنهم إن مدّوها خلّيتها وإن خلوا مدّدتها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية