تداعيات
إيهاب صالح
يا وطن عز ( الشدايد )
* إثنتا عشرة نقطة كاملة جمعها منتخبنا الوطني صقور الجديان من براثن المجموعة الصعبة التي جمعتنا بالنجوم السوداء والأولاد ومنتخب ساوتومي ... فوز في أربع مباريات وخسارة اثنتين خارج الديار ... ومباراة مصيرية دخلناها بفرصة وحيدة ظن الجميع انها مستحيلة لكننا كنا نعلم انها جميلة وما مستحيلة .. وهتفنا برانا برانا بنغلب غانا والبافانا ... وحمرة عين ورجالة جابوها الأبطال ... وتغلبوا في مباراة الحسم على منتخب جنوب افريقيا الرهيب أو ما يطلق عليهم البافانا بافانا ( الأولاد ) وجندلوه كسابقيه وتخطوه بتفوق وقوة وتحدي ... وأبعدوه عن النهائيات وركلوه بعيداً بلا رحمة وأخذوا موقعهم بجانب النجوم السوداء المنتخب الغاني الذي تفوق على منتخبنا بنقطة واحدة وتساوي في عدد الأهداف بين المنتخبين مما يدل على قوة هجوم منتخبنا وفرضية التنافس المستحقة ولم يكن التأهل محض صدفة ، مع ان نجومنا أضاعوا عدد كبير من الفرص في مباريات المجموعة بل سيطروا على مباراتهم أمام غانا في أرضها ولكن عامل الحظ فقط أضاع النصر يومها قبل أن يقهر صقور الجديان النجوم السوداء في السودان بهدف المتألق محمد عبد الرحمن الغربال ومن ثم كررنا فوزنا على ساوتومي على ارضها واختتمنا مسك المجموعة بعبق النصر الكبير على منتخب جنوب افريقيا البارحة بهدفين ولا أجمل من المتألقين في هجوم المنتخب سيف تيري ومحمد عبد الرحمن مع تألق جماعي لنجوم المنتخب استحقوا عليه الإشادة والتصفيق والمدح ، حق لجماهير الشعب السوداني ان تهتف ( برانا برانا بنغلب غانا ) وحق لها ان تواصل الهتاف بنفس النغمة ( بنغلب غانا والبافانا ) .
* من الصعب تحديد نجم معين من نجوم منتخبنا الوطني لمنحه جائزة افضل لاعب في المباراة ، بالأمس كانوا كلهم نجوماً ناصعة متألقة ، كيف تختار أبو عشرين حامي الحما وتترك السمؤال الذي ثبت النصر بإنقاذ أخطر الفرص من خط مرمى المنتخب ، وكيف تختار ارنغ السد العالي وتترك امير كمال الذي منح المنتخب كل خبراته ومقدراته وصموده وكان موجهاً مصححاً لدفاعنا ، كيف تختار الشغيل جمل الشيل وتترك اطهر الطاهر صاحب عكسية الهدف الأول ، وضياء الدين محجوب صاحب التمريرة الذكية التي مهدت الهدف الثاني للغربال ، كيف تختار سيف تيري النفاثة صاحب الأهداف البديعة وتترك الغربال صاحب الموهبة العالية والاهداف التي تحكي بنفسها عن جمالها وروعتها ، تختار من وتترك من ، كل نجوم المنتخب كانوا متألقين بالأمس ، ومتفاهمين وكانوا كتلة واحدة صامدة ومتقدمة دفاعاً وهجوماً ، علموا كل الأفارقة والعرب أن السودان موجود وأن ثورته مستمرة في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة ، ثورة متوجة بالنصر المؤزر داخل الملعب وخارجه .
* لكن إسمحوا لي أن امنح نجومية المباراة للمدرب الفرنسي فيلود الذي أثبت فعلاً أنه مدرب كبير ومتمكن ، وداخل الملعب للاعب الشاب عمر المصري مدافع الأهلي والذي أدى مباراة كبيرة جداً في الرواق الايسر وكان شعلة من النشاط والتميز والقوة رغم ان المنتخب الجنوب الافريقي هاجم من ناحيته وكان يبني كل لعبه على الجهة اليسرى لمنتخبنا وبعد إصابة فارس عبد الله كان مولد نجومية عمر المصري .
* قنوات البي ان سبورت أجرت استفتاء غريب قبل يومين يتحدث عن مشوار المنتخبات المتأهلة للنهائيات الأفريقية وذكرت أنها مصر والجزائر وتونس والمغرب ، الاستفتاء ينم عن تجاهل متعمد لبقية المنتخبات العربية وفي مقدمتها السودان الذي كان يقاتل من اجل التأهل وفي جعبته فرصة كبيرة تحققت بحمد الله البارحة بانتصار مستحق على جنوب افريقيا ، يبدو ان مسئولي قنوات البي ان سبورت لم يتوقعوا تأهل منتخبنا او غيره من بقية العرب ومارسوا التجاهل المتعمد الغريب ، حتى عبارات الاستفتاء ان كانوا متعجلين عليه ولم ينتظروا مباريات الأمس كان يمكن ان تنم عن حسن نية ان ذكروها بطريقة تدل على إمكانية تأهل منتخبات عربية أخرى ، لكن للأسف سقطوا في مستنقع التجاهل وهذه سقطة كان يجب على كل سوداني يعمل بالقناة ان ينتقدها ويتحدث عنها وتتطلب اعتذار خاص للشعب السوداني والمنتخب الوطني .
* على جانب آخر منحت القناة المنتخب السوداني استديو تحليلي ممتاز جداً بوجود الأستاذ محمد الفاتح حجازي والكابتن هيثم فاروق المتميز الذي يقدم مستوى تحليلي متميز للمباريات والبطولات المختلفة بمتابعة يحسد عليها وعبارات منمقة نتمنى أن يتابعه كل محلل سوداني شاب ليتعرف على الإمكانيات العالية والنقاط الهامة في التحليل الفني والظهور الإعلامي ، والأجمل في الاستديو التحليلي وجود الكابتن محمد الفاتح حجازي الذي أسعدنا جداً وجوده بديلاً للكابتن حمدان حمد مع احترامنا لحمدان لكنه كان الحلقة الأضعف في انتصارات منتخبنا وتميزه في المباريات الأخيرة ، وطالبنا مراراً بتغييره الى ان أمتعنا الكابتن محمد حجازي بالأمس بتحليل راقي ومعلومات مهمة وكان دموعه غالية وتوصف حال الشعب السوداني كله ، وكان رائعاً وهو يعكس مجهودات من هم خلف الكواليس كالمدرب الوطني خالد بخيت ومجهوداته والدكتور وائل ومحللي الأداء الفني ايمن يماني ومحمد عطا والاتحاد السوداني والأستاذ حسن برقو والمدرب فيلود والمسئولين عن الاعلام للمنتخب ، اعطاهم حقهم بصراحة خاصة المدرب فيلود الذي نجح في قيادة المنتخب الوطني بصورة اكثر من رائعة وفاز في اخر ثلاث مباريات في المجموعات وهذه نقطة تحسب له كثيراً غير ما فعله داخل الملعب من تحول مهول للمستوى الفني لمنتخبنا الوطني .
* افتقدنا ابداعات التش بالأمس ، وإيقاف أبو عاقلة منح ضياء الدين محجوب فرصة كبيرة في الظهور والتألق ، وغياب رمضان عجب ومحمد الرشيد ايضاً جعل الفرصة متاحة لبوغبا واصابة فارس عبد الله المبكرة صنعت نجماً جديداً هو عمر المصري .
* أخطاء التمرير تحتاج الى مزيد من الجهد لمعالجتها وبعض الهنات في التغطية الدفاعية لكن تميز كبير لابي عشرين في الذود عن مرماه وابعاد كرات خطرة جداً لكن عليه الاهتمام بالعكسيات وعدم الخروج بدون سبب بينما ابعد السمؤال هدفاً محققاً لجنوب افريقيا كان يمكن ان يزعجنا في الشوط الأول .
* تمريرة نموذجية من ضياء للغربال هي كل ما أراده الغربال الذي تسلم باريحية ورواغ بطريقة ذكية وهدف في لحظة خروج الحارس ، هدف عالمي للغربال أكد به على امكانياته العالية وتميزه الكبير .
آخر التداعيات
* ملياااار مبروووك لمنتخبنا الوطني صقور الجديان التأهل لنهائيات الكان بعد غياب ، ( بعد الغياب ) رائعة الفنان الكبير صلاح مصطفى والتي نسبها بالأمس معلقنا الجميل سوار الذهب للراحل محمود عبد العزيز ( أخطأ من شدة الفرح )
* البعض كان ينتظر سقوط المنتخب لتصفية حساباته الشخصية والبعض الاخر انتظر فوز المنتخب ايضاً لتصفية حساباته الشخصية ، صدقوني ننتصر داخل الملعب على الخصوم ونهزم انفسنا خارجه ، والأمل في بكرة بالتحسين !
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية