رحيق رياضي :: الربيع الأوروبي الكروي
□ تحوّلت اللعبة الشعبية الأولى في العالم (كرة القدم) تحوّلت إلى صناعة وإستثمار وأصبحت مداخيلها المالية تعتمد في المقام الأول على دراسات إقتصادية بحتة وتفاصيل تسويقية دقيقة مثلها مثل شركات النفط والتعدين والأدوية وتقنية المعلومات التي لا تطرح أي منتج أو تسوّق له إلا عقب دراسة كافة السلبيات والإيجابيات.
□ هذا التحوّل الكبير في سياسات اللعبة بدأ بإستحداث المسابقات التي تضم الأندية الجماهيرية بنظام التجميع أو التباري المباشر فدخل على الخط الرعاة والمعلنين ومن ثم مع تطوّر البث الرقمي إنضم جانب (البث) ليكمل تلك المنظومة الإقتصادية.
□ أوروبا تشهد حالياً (ربيعاً كروياً) عقب الإنقلاب الذي قامت به (مجموعة الإثني عشر) ضد قوانين الإتحاد الأوروبي لكرة القدم (بإستحداث) مسابقة تضم إثني عشر نادياً تحت مسمى (دوري السوبر ليج) مع (الإنسلاخ) من مسابقات الإتحاد الأوروبي في دوري الأبطال وكأس الإتحاد الأوروبي.
□ مجموعة الإثني عشر ضمت (ستة) أندية من إنجلترا في مقدمتها (ليفربول – مانشستر يونايتد – تشيلسي – أرسنال – توتنهام – مانشستر سيتي) والثلاثي الإسباني (ريال مدريد – برشلونة – أتليتكو مدريد) إضافة إلى ثلاثي إيطاليا (ميلان – إنتر ميلان – اليوفنتوس).
□ إنقلاب تلك الأندية أُسس على مبادئ إقتصادية وإستثمارية بحتة لا مقارنة لها البتة مع ما تحصل عليه من بطولتي الأبطال والدوري الأوروبي.
□ مجموعة الإثني عشر سمّيت (بأندية التأسيس) والتي سيحصل كل منها على مبلغ (3.5 مليــــار يورو) مخصصة لدعم مشاريع الإستثمار والبنى التحتية ومجابهة الآثار المترتبة جراء جائحة كورونا وفقاً لمعايير الإستدامة المالية وتجاوزها لمعيار تبني إطار محدد للإنفاق.
□ البطولة الجديدة ستكون تحت رعاية بنك (جي بي مورجان الأمريكي) الذي يبلغ رأسماله السوقي (420 مليار دولار) حيث سيكون التمويل على شكل قروض بقيمة (ستة مليارات دولار).
□ الضباط الثلاثة للربيع الكروي الأوروبي يأتي في مقدمتهم رئيس نادي ريال مدريد (فلورنتينو بيريز) ورئيس دوري (السوبر ليج)، ونائبه (نائب رئيس دوري السوبر ليج) أندريا أنييلي (رئيس اليوفنتوس)، إضافة إلى (جويل جليزر) الرئيس المشارك بمناشستر يونايتد والذي يحمل منصب (نائب الرئيس) أيضاً لدوري السوبر ليج.
□ المشروع كان مطروحاً قبل ثلاث سنوات كفكرة رائجة إلا أنها لم تجد حظها من التنفيذ وحدت من فاعليتها ما حدث بسبب جائحة كورونا التي كانت سبباً مباشراً أيضاً للمفارقة في تفعيل الطرح مجدداً والإعلان الرسمي عنه لتعويض الخسائر الفادحة التي تكبدتها الأندية خلال الجائحة.
□ القائمون على أمر البطولة الجديدة يرون أنه من الظلم أن تتأثّر عائداتهم المالية بسبب مشاركتهم مع أندية على شاكلة (ريد بول سالزبورغ – النمساوي)، (ميتييلاند – الدانماركي)، (كراسنودار – الروسي)، (فرينكفاروزي – المجري) في دوري أبطال أوروبا مع إمكانية حصولهم على عوائد مالية أعلى بكثير بطرح المشروع الجديد (السوبر ليج).
□ بمقارنة بسيطة جداً سيحصل أي نادي مؤسس كما أسلفنا على مبلغ (3.5 مليار دولار) وحينما يتساءل البعض عن (تغيير) رئيس برشلونة المنتخب حديثاً (خوان لابورتا) عن رأيه السابق برفض فكرة البطولة إلى (تأييد تام ببيان رسمي) ستجيب عليه مديونية النادي الكاتالوني التي تبلغ (مليار و173 مليون يورو) وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الماركا الإسبانية.
□ أما إن عقدنا المقارنة بعائدات دوري أبطال أوروبا مع القيم المالية لبطولة بيريز الجديدة سنجد العجب العجاب.
□ يحصل الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا على (120 مليون يورو) بينما سينال المتوّج بلقب السوبر ليج على (400 مليون يورو).
□ عندما تتطاحن أندية بحجم السيتي والمانيو وليفربول والبارسا والريال والميلان والإنتر واليوفي والبلوز وتوتنهام وتشيلسي وأتليتكو مدريد إضافة لثمانية أندية أخرى من كبار القارة مع بعضها البعض بنظام مباريات دوري فإن العائدات التلفزيونية بدورها ستقفز إلى مبلغ مهول.
□ الدراسات الأولية أشارت إلى أن حقوق البث يمكن أن تصل إلى قيمة (10 مليارات دولار) بينما حقق الإتحاد الأوروبي مبلغ (أربعة مليار دولار) خلال موسم 2020.
□ فوارق مهولة ومغرية في كل شئ إلا أنها ستقتل تماماً توهّج بطولة دوري أبطال أوروبا وستؤثّر سلباً في المنافسات المحلية كون الأندية المشاركة في بطولة السوبر ليج وتحديداً (المؤسسة) لن تحتاج إلى المنافسة على المقاعد الأوروبية كونها ستجد نفسها مشاركة ضمنياً في البطولة بإعتبارها (مؤسسة).
□ معارضة شديدة جداً ستجدها المنافسة والتي جهر بها عدد من مسؤولي كرة القدم العالمية تحدثت عن حرمان تلك الأندية من المشاركة في البطولات المحلية وعدم السماح للاعبين المشاركين من المشاركة في مونديال قطر (2022) إضافة إلى إقصاءها مباشرة من دوري الأبطال الحالي.
□ الموضوع لازال في بداياته وسيحوي الكثير من الأحداث والتفاصيل في مقبل الأيام مع الإشارة إلى أن طريقة البطولة مبنية على مشاركة (20 فريق) يتم تقسيمها إلى مجموعتين تلعب كل مجموعة بنظام الدوري من دورتين ويتأهّل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى إلى الدور ربع النهائي بينما تلعب الأندية التي حصلت على المركزين الرابع والخامس مواجهات إقصائية لتأهّل فريقين منها إلى الدور ربع النهائي.
□ حاجة أخيرة كده :: إفريقيا ستسير على ذات الطريق.
.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية