• آخر الأخبار

    الأربعاء، 23 مارس 2022

    كبد الحقيقة د . مزمل أبو القاسم أسامة.. حالة مستعصية




     كبد الحقيقة 

    د . مزمل أبو القاسم

    أسامة.. حالة مستعصية


    أوضحت الملابسات التي سبقت مباراة اليوم بين الهلال وحي الوادي نيالا التي كان من المفروض أن تقام بملعب بورتسودان أن أسامة عطا المنان، النائب الأول لرئيس الاتحاد العام، يمثل حالة بالغة الخصوصية في عالم الكرة السودانية، وأن التعويل على التزامه جانب المؤسسية ضرب من المحال.

     تعود أسامة على أن يعمل منفرداً، وأن يدس أنفه في كل شيء، وأن يقرر في كل ملفات الاتحاد وحده.

     درج على العمل بتلك الطريقة في المجلس الذي عمل فيه أميناً للمال في دورة 2014، تحت رئاسة الدكتور معتصم جعفر.

    وقتها دفع أسامة قبل غيره ثمن الفوضى التي مارسها في الاتحاد، ليجد نفسه مطارداً بالبلاغات، وملاحقاً بأوامر قبض، تبعاً للسبهللية والعشوائية والاستهتار الذي أدار بها أموال الاتحاد.

     صحيح أن المجلس الذي أتى في 2017 وصل إلى سدة الحكم في الاتحاد متشبعاً بالأحقاد وبالرغبة في الانتقام، وصحيح أن قادته بذلوا كل ما في وسعهم لإشانة سمعة الدكتور معتصم وإدانة أسامة عطا المنان، ولاحقوهما بتقارير مالية مطبوخة، لعب فيها المراجع القانوني المكلف بتدقيق حسابات الاتحاد دوراً رئيسياً في مساعي إدانة الثنائي.

     لكن الثابت أن عشوائية أسامة تحديداً، واستهتاره في التعامل مع المال العام، والسبهللية التي شابت عمله في الاتحاد سهلت على شداد وصحبه ملاحقته مع معتصم، حتى كادوا يحرمونهما من خوض الانتخابات.

     في ذلك المجلس انصرف رئيس الاتحاد معتصم جعفر عن متابعة مهامه بعمله الخاص، مثلما انشغل الأمين العام مجدي شمس الدين بعمله في اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ليصبح أسامة الآمر الناهي في الاتحاد، وتتعدد أوجه الفوضى وتسود العشوائية وتختلط أموال الاتحاد بأموال أسامة وشركاته، وعلى رأسها وكالة تاكس للسفر والسياحة التي احتكرت سفريات الأندية والمنتخبات في واحدة من أسوأ صور تضارب المصالح، المحظور بأمر الفيفا.

    تجاوز معتصم وأسامة تلك المحنة بصعوبة، بعد أن قضيا أربع سنوات على رصيف الانتظار، يعانيان من ملاحقة اتحاد شداد لهما، ومساعي لجانه العدلية لإبعادهما عن المشاركة في الانتخابات بأي نهج.

     لولا تدخل محكمة التحكيم الرياضي (كاس) لما تمكن الثنائي من خوض الانتخابات.

     الصحيح أن الخلاص أتاهما بسبب تسرع لجنة اللا أخلاقيات المنحلة في الإدانة والإقصاء عن السباق الانتخابي، لأنها تجاهلت تطبيق القانون بطريقة صحيحة في معرض لهفتها لإبعادهما عن الانتخابات كي تخلي الساحة لشداد ورفيق دربه حسن برقو.

     استفاد معتصم وأسامة من صدور قرار الإقصاء عن جهة غير مختصة، لأن لجنة الأخلاقيات تخطت حدود صلاحياتها بعد أن أجرت فحص النزاهة الملزم قبل الانتخابات، ولو رفعت نتيجته إلى لجنة الانتخابات وتركت لها اتخاذ قرار الإبعاد لما تمكن معتصم وأسامة من خوض الانتخابات!

     ولما أقدمت محكمة كاس على نقض قرار الإبعاد.

     توقعنا أن يستفيد أسامة تحديداً من البهدلة التي حدثت له في العهد البائد، وأن يعود أوفر إيماناً بأصول العمل المؤسسي، ليبتعد عن الفوضى ويودع عشوائيته القديمة، ولكن هيهات!

     ابتدر صاحبنا عهده بخرق لائحة اللاعبين غير الهواة المعتمدة من الاتحاد، وبتجاوز قرار صادر من مجلس الإدارة قضى بتمكين الأندية المشاركة خارجياً من ضم خمسة أجانب، يلعب ثلاثة منهم محلياً ويشارك الباقيان على المستوى الإفريقي!

     من قولة تيت داس أسامة على قرار تعليق فوزه ومكن الهلال من ضم ستة أجانب، لتضطر لجنة أوضاع اللاعبين إلى تصحيح خطئه الفاحش ويطبق المجلس صحيح القانون، علماً أن أسامة وجه سامي جديد، مسئول السيستم والمراسلات في الاتحاد السوداني بإكمال إجراءات قيد اللاعب السادس للهلال!

     انصاع الهلال للقرار الصارم، وتعرض أسامة إلى هجوم إعلامي عنيف، حتى من بعض الإعلاميين الهلالاب، فظننا أنه سيرعوي وينضبط ويكف عن إثارة الفوضى، ولكن!

     من فات قديمه تاه!

    واضح أنه يمثل حالة مستعصية، وأن التزامه بأصول وقواعد العمل المؤسسي ضرب من المحال، ولا أدل على ذلك من محاولته نقل مباراة الهلال وحي الوادي نيالا من بورتسودان إلى الخرطوم مجاملةً منه للهلال غير الراغب في الخروج من الخرطوم.

     وفي الخرطوم.. أراد أسامة أن ينقل المباراة من ملعب جبل أولياء إلى إستاد الهلال، تعللاً بالعبارة الشهيرة والمقيتة تقديراً لظروف الهلال الإفريقية.

     فعل ذلك مع أن إستاد الهلال لم يدخل ضمن الإستادات الأربعة التي اختارتها لجنة المسابقات لاستضافة مباريات الدوري الممتاز.

     اضطرت لجنة المسابقات إلى التدخل لتمنع الفوضى، لكن يد أسامة اللاحقة أفلحت في تعديل موعد مباراتي الهلال غير الراغب في السفر إلى بورتسودان، لتؤجل له المباراتين مع أن لقاءه مع الأهلي سيقام في الثاني أو الثالث من الشهر المقبل.

    بالطبع يعلم الجميع أن أسامة هو الآمر الناهي في حي الوادي، وأنه يدير النادي من وراء ستار، ويدعمه مالياً ويتحكم فيه تماماً، وقد أعلن النادي أنه لن يرسل فريقه إلى بورتسودان!

     ذلك يعني أن أول حالة تحدٍ لسلطة الاتحاد الجديد حدثت بأمر النائب الأول لرئيس الاتحاد، فهل هناك فوضى وعشوائية أكثر من ذلك؟

     إذا لم يرعوِ أسامة ويكف عن إثارة الفوضى ويتوقف عن تخطيه للوائح وتدخله في عمل اللجان المساعدة للاتحاد فلا مناص من تعليق عضويته في المجلس وتحويله إلى لجنة الأخلاقيات كي توقع به العقاب الذي يستحقه، حتى ولو أدى ذلك إلى حرمانه من ممارسة أي نشاط يتصل بكرة القدم مثلما فعلت به لجنة اللا أخلاقيات السابقة!

    ما يفعله أسامة أمر غير معقول ولا مقبول، ونتوقع من المجلس أن يقابله بالصرامة اللازمة، لأنه يمثل فضيحة حقيقة في حق الاتحاد الجديد


    آخر الحقائق


     إشراف النائب الأول لرئيس الاتحاد على أحد أندية الممتاز أمر مرفوض ومخالف للقانون.

     بحمد الله اجتاز المريخ مطب الشرطة القضارف بهدف وحيد ناله بخيت خميس.

     أتت المباراة متواضعة في كل شيء.

     بل مشابهة لحال البلد ككل.

     وصل الفريقان والحكام إلى الملعب بصعوبة بالغة تبعاً للمتاريس التي أغلقت شوارع العاصمة أمس.

     كانت المباراة مهددة بالإلغاء حتى آخر لحظة.

    اضطر لاعبو الفريقين إلى النزول عن البص لإزالة المتاريس عن الطرقات لعدة ساعات.

     انعكس ذلك الوضع على المباراة فأتت هزيلة في كل شيء.

     كان صعباً التفريق بين المريخ والشرطة، لأنهما تنافسا في السوء.

     لولا الهدف المبكر لانتهت المباراة تعادلية، لأن الفريقين فشلا في صناعة أي فرصة على مدار الشوطين.

     أشرك إبراهومة الليبيري أوتو منذ البداية، وحكمت عليه التجربة بالفشل التام.

     لاعب متواضع لا يمتلك أي ميزة أو مهارة تجعله يستحق ارتداء شعار المريخ.

     من أتى به ينبغي أن يخضع إلى حساب عسير.

     يجب على المجلس إنهاء عقده وإعادته من حيث أتى على الفور.

     كذلك أكدت المباراة عدم جاهزية بكري المدينة وعدم تعافيه من الإصابة المزمنة.

    شارك لفترة وجيزة وخرج مصاباً.

     أحرجته المشاركة أكثر من ما أنصفته.

    نتوقع من إبراهومة عدم المغامرة بإشراك أي لاعب غير جاهز بدنياً.

     حتى توني كان في قمة السوء، وتفنن في تمرير الكرات للخصوم.

    شكلت المباراة في مجملها أسوأ عنوان للدوري الممتاز.

     ملعب أجرد بنجيل مصفر وأرضية صلبة.

     السيطرة على الكرة فيه تحتاج إلى ساحر حقيقي.

    المدرجات قليلة الحضور، والتحكيم في مستوى المباراة تماماً.

     السلبيات بالجملة، والإيجابيات بالقطارة.

     آخر خبر 

    البركة في النقاط.

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية

    Item Reviewed: كبد الحقيقة د . مزمل أبو القاسم أسامة.. حالة مستعصية Rating: 5 Reviewed By: الصادق الشايب الجيلي
    Scroll to Top