• آخر الأخبار

    الثلاثاء، 26 أبريل 2022

    محمد المنصوري : الهدية و الوقت و البديهة





     مجاراة الخاطر 

    محمد المنصوري 


    كلما منحني الوقت هدية ، واسعفتني البديهة 

    بفيضها ، وجدت في نفسي ميلآ لمسارقة القلم ، ومجاراة الخاطر ، فالكتابة عندي تحتاج

    إلى مجاذبة خاصة ، ووقت مختلف ، وبالتالي كتابة 

    مختلفة لم تألفها الاسماع ، ودون شك اللفظ الشهي تمنحه القلوب فضل المقادة ، تسرح في البديع فيه ، وتنتشي بسحره ، حسن وإحسان ، نظم وفكرة وإتقان . 

      تأتي القناعة إن انوار النجود منبعها من فضائل الإطلاع ، لهذا جندت نفسي خلال هذه 

    الفترة أن ابحر في كتب الأدب ما وسعتني القدرة لذلك ، إرضاء لإمتاع شخصي ، ثم فائدة مرجوة 

    تتحقق من خلالها فائدة لمن منحك وقته واكرمك بقراءة ما تكتب ..

    الفكرة من الموضوع ان تطويع الحروف وتدبيج المقالات المتجاوزة ليس الغرض منها في كل الاحوال غرض نبيل فأصحاب الباطل ايضا 

    مبدعون في تزين الباطل وتجميل الكاذب . 

    إذن المفارقة موجودة لسطوة الكلمة في إقامة الحجة حتى وإن كانت تقوم على وجه مزيف .. 


    قال الشاعر :   

    قواف إذا ما رواها المشوق 

                       هزت له الغانيات القدودا 

    كسون عبيدا ثياب العبيد 

                      واضحى لبيد لديها بليدا 

    ( عبيد ولبيد من اشهر شعراء الجاهلية ) 


    وبذلك عنيت أن الحرف يساق إلى الخير أو ضده ، وإن كان عندي وعند غيري إن محاسن اللفظ مربوطة بالبر ، المدح أقرب للفطرة والهجاء وإن تعالى لفظه يبقى ذو وحشة ونفور ، وربما يختلف معي من جعل من الهجاء والذم منهج . 

    ( من المفارقات ايضآ أن من يذمون هم الأكثر 

    ضجيجا والأوسع شهرة ) .  

    اما الكلمة الجميلة تحكي عن اخلاق صاحبها ، لم تشبه إلا شيمه ، واثار قلمه ، سحرا وخيرا وارتياحا ، 

    بل قد تفوقه حسنا وتدل عليه وهو يلبسها 

    في كل حين ، ولكن الاجمل من ذلك ان تجد هذه 

    الميزة عند من لم ينتهجوا هذا المنهج - الخير موجود في الكل وإن تخلف البعض .. 


    فإن تفق الانام وانت منهم ، 

                            فإن المسك بعض دم الغزال .. 


    هي دعوة لنصبغ الجمال بالجمال ، ولنلبس رداء الحسن ، ولنشد وثاق الكلمة بالفعل ، وما اكثر الشعراء والادباء في بلادنا ، العدد كثير والجم غفير . وفي المقدور تسخير ذلك لإشاعة الفضائل والمحامد بين الناس ، فإننا نحتاج لذلك من اجل

    سلام مجتمعي يذوب الفوارق ويقرب البعيد في 

    وطن يسع الجميع ..

    اللهم اجعلنا من اصحاب الندى ، ودعاة الوحدة واهل الحكمة . 


    سلام .

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية

    Item Reviewed: محمد المنصوري : الهدية و الوقت و البديهة Rating: 5 Reviewed By: الصادق الشايب الجيلي
    Scroll to Top