• آخر الأخبار

    الأحد، 12 يونيو 2022

    عدت إلى وطني الكبير














    الرشيد حبيب الله التوم نمر 

     وبعد .. سبق لي ان عدت إلى وطني الكبير بعد غربة دامت ما يقارب الثمانية عشر عام، و على الرغم من ما منحتني له تلك السنوات من نعم وخير وفير، أحمد الله عليه كثيرا،إلا أنها اخذت مني الاوفر والأبقى والمتغربون عن اوطانهم يعلمون معنى حديثي هذا جيدا من حيث إعتلال صحة البدن وتوحش النفس..عدت وكانت تملكني امال عراض ان أجد في وطني العزيز (وطن الجدود) طموحات وامنيات شاردة عني لسنوات طوال، بل لما يقارب عمري..حيث الرغبة أن ادرس بكلية الموسيقى والدراما وإن أكون(مخرج) تلفزيوني أو إذاعي أو ان اقوم بتاسيس فرقة مسرحية تناقش قضايا الوطن وتتحسس خيباته وتضحك مع أبنائه وبناته وتسخر من وتهون عليهم جراحاتهم المتراكمة عبر السنوات، وهي الرغبة التي تحققت لي عندما تم قبولي للدراسة بمعهد الموسيقى والمسرح حينها مع قدوم عهد الإنقاذ البئيس في العام ١٩٨٩ المشئوم ولم تطا قدماي مدخل هذه المؤسسة العظيمة لأنها كانت مغلقة لفترة من الزمن في تلك السنوات البوائس..كنت احلم أن يكون لي عمود صحفي راتب بإحدى الصحف اليومية اناقش فيه هموم الناس وانفس عنهم جراحاتهم وأهاتهم المكتومة والمعلنة وابث من خلاله إفتناني بمعشوقي الاحمر، المريخ العظيم بجانب فرط ولهي بفن الاستاذ عثمان حسين والموسيقار محمد الأمين والعصفور النور الجيلاني وغيرهم..وطن أعود فيه لممارسة مهنة تدريس اللغة الإنجليزية واقوم بتعليم ابنائي وبناتي من صلبي وغيرهم من أبناء المجتمع بعد أن تركت هذه المهنة الشريفة ولم أجد من أعلمه او أتعلم منه إلا القليل جدا خارج الوطن وتركتني هي قبلها بفعل توطين الوظائف وإتجهت للعمل بالترجمة والحمد لله على كل حال.. منيت نفسي بوطن اتنسم هواءه الطيب واشبع من خيرات أرضه الطاهرة واحب ناسه كما يحبونني، ابر بوالدي عن قرب وانا المحروم من هذه النعمة العظيمة منذ أمد إلا من بعيد عبر الهاتف وبعض من الهدايا ارسلها لهم وهم لا يريدون مني شئ يذكر والله سوى أن أعود إليهم سالم غانم، بل ويلومونني والله كثيرا على ذلك قائلين "يا ولدي، نحنا عاوزين عافيتك وتبني بيت لى أولادك.. نحنا ما ناقصنا شي غير شوفتك"وطن أقضي فيه أمسياتي متنقلا بين قلعة المريخ . .القلعة الحمراء حيث إستاده الذي لا آمل الذهاب إليه وبين نادي الضباط حيث الطرب وغذاء الروح بجميل الغناء وعفوية السمر مع أصدقائي واقراني الاماجد..وطن يصبح فيه الصباح ويمسي المساء وانا مطمئن بين والدي و اخواني واخواتي وجميع أهلي الكرام وجيراني الأعزاء وزملاء العمل والدراسة واصحابي (الفرد) الحقيقيين وليس أصدقاء(قدر ظروفك) وربما اصدقاء تفاهة المرحلة ..!! وصباحات ومساءات اتبادل فيها القبلات مع ابنائي وبناتي وحبوباتي والخالات والعمات وكل من يجبني لله في الله.. مكثت بوطني العزيز فترة أربعة اشهر، رأيت وتذوقت فيها الويلات المعلومة والمستمرة حتى لحظة كتابتي لهذه الأسطر الحزينة وما كان لي من خيار إلا أن اغادره مرة اخرى ماسوفا عليه حتى حشرجة روحي..وانا اعلم ان لكل من أبناء وطني (الشرفاء) غبنه ونقمته على ومن هذه (اللا حال) لوطني العزيز..سائلا الله تعالى أن يعجل بنصره لهذا الشعب الصابر وينتقم له إنتقام قوي عزيز على كل ظالم.. الرشيد حبيب الله التوم نمر Elrasheed Habeeb

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية

    Item Reviewed: عدت إلى وطني الكبير Rating: 5 Reviewed By: الصادق الشايب الجيلي
    Scroll to Top