ملعب لله يا محسنين
أمر مؤسف والله أن يظل نادي مثل المريخ ، أحد أكبر أندية السودان ، وتعرفه القارة السمراء ببطولاته وصولاته وجولاته ، منذ ثلاثينات القرن الماضي ، أن يظل لمدة عامين بلا ملعب يؤدي مبارياته المحلية والإفريقية ، بعد أن تحول ملعبه الي ، ( خرابة ) ينعق فيها البوم.
* رحل جمال الوالي وسلم مجلس سوداكال الملعب في حلة زاهية ، وتحفة كان يتحدث عنها الناس بكل فخر واعتزاز ، وكان له شرف استضافة المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر للصعود لكأس العالم ٢٠١٠ ، واختاره الاتحاد الأفريقي مسرحا لاحتفالات الذكري الخمسين لتأسيسه .
* منذ تولي مجلس سوداكال نادي المريخ ، والملعب يشهد تراجعا وتدهور مريع ، بسبب اهمال اعمال الصيانه الدوريه وإعادة التأهيل ، حتي وصل الملعب إلي ما وصل إليه الآن ، وعليه أن غفرنا لمجلس سوداكال كل شئ ، فلن نغفر وننسي ما آل إليه حال منشئات النادي والإستاد .
* زمرة من أهل المريخ هم من حاربوا الوالي وسعوا ابتعاده عن النادي بشتي السبل للاسف الشديد ، ولأن الرجل خلوق ولا يعرف الخبث والكيد فقد سئم العمل ورحل بمحض إرادته تاركا لهم الجمل بما حمل كما يقولون .
* زعموا أن النادي يمكن أن يدار بالافكار وليس بالمال ، ومع ذلك أتوا بسوداكال ليوفر لهم المال ، ونصبوه رئيسا للنادي وهو في السجن حبيس القضبان ، فكانت وصمة عار في تاريخ النادي وفضيحة تسير بظهرها الركبان ، ومع ذلك لم نري لهم لا مال ولا افكار بل فشل ذريع في كل شئ ، واورثوا النادي صراعات ادارية لازال يعاني من تداعياتها حتي الآن .
* غياب المريخ عن ملعبه الموسم الماضي افقده فرصة التقدم في البطولة الأفريقية ، كما انه السبب في ضياع الدوري الممتاز علي المستوي المحلي ، رغم أن خرج بسجل نظيف ( clean sheet ) من الهزيمة حتي أمام البطل الهلال .
* هذا الموسم نخشى وبشدة أن يتكرر نفس السيناريو السابق ، وذلك بعد أن أختار مجلس المريخ ملعب ( بحر دار ) في اثيوبيا لاداء مباراته الاولي في التمهيدي ، وربما المباراة التي تليها في حال تخطيه الوافد الجديد بطل جيبوتي ، ويحق لنا أن نخاف ونقلق خاصة إذا علمنا أهمية الملعب والجمهور للفريق - اي فريق - في حسم المباريات المصيرية .
* من حيث المبدأ نقول إنه من حق مجلس الهلال أن يحافظ علي ملعبه وسلامة منشئاته بعد الاموال الكبيرة التي صرفت علي أعمال الصيانة وإعادة التأهيل ليتوافق مع شروط الكاف ، ولكن بالمقابل كنا نتمني أن يتفهم الهلال الظروف التي يمر بها المريخ ، وقبلها أن يعلي من قيم الوطن والوطنية لان المريخ يعلب باسم السودان ، وان شعار نادي الهلال المفضل هو الله ، الوطن ، الهلال ، ولكن يبدو أن عدوي العصبية وكراهية الآخر المتفشية في واقعنا السياسي والاجتماعي قد انتقلت الي الرياضة و اصابتها في مقتل ولا عجب .
* اذا كان مجلس الهلال يريد المحافظة سلامة منشئاته خوفا من الجمهور في حيثيات رفضه لاستفاضة مباريات المريخ كما يدعي ويزعم، فكان من الممكن أن يشترط أن تلعب المباريات بدون جمهور مثلا ، ولكن يبدو أن مبررات الرفض هنا كلمة حق اريد بها غيره .
* رفض مجلس الهلال استفاضة مباريات المريخ الافريقية في ملعبه في تقديري الشخصي سقطة ادارية واخلاقية لا تغتفر وتحسب عليه مهما كانت الأسباب والمبررات طالما أن المريخ باسم السودان ، وهي ظاهرة قبيحة قلما نجد لها أي مثيل بين فريقين في بلد واحد ، ولا أظنها ستكرر في بلد غير السودان ، وتمثل منعطف خطير في تاريخ العلاقات التاريخية بين النادين الكبيرين ، والتي كانت رغم الندية والعصبية الشديدة لم تشهد مثل هذا الغلو والتطرف والتعسف في استعمال الحق - إن صح التعبير - من ايام كل الادارات السابقة المتعاقبة في الهلال امثال الطيب عبد الله والسماني، صلاح ادريس وحتي الامين البرير .
* للأمانة والتاريخ فإن ملعب المريخ ، حتي وهو في أوج روعته وجماله كان متاحا لكل الاندية بما فيها الهلال بالمجان ، وكان يستقبل كل احتفالات وفعاليات جهات الدولة المختلفة وكل المناسبات الوطنية للبلاد بلا من أو اذي ، واظن أنه سيظل علي هذا الموقف حتي مع الهلال رغم ما حدث أن دارت الايام واحتاج لملعب المريخ لاستفاضة مبارياته .
* ومع ذلك نحمد الله أن هيأ لنا رجل المريخ القوي الغيور ( الجكومي ) ، والذي تصدي لمهمة إعادة التأهيل ، والذي يمضي بالمهمة بلا كلل أو ملل حتي يعيد الملعب إلي سيرته الاولي مفخرة للمريخ والسودان .
* واخيرا نتمني أن يتداعي صفوة المريخ من كل حدب وصوب لإعمار ملعبهم ودارهم ، ويقيني أنهم لن يبخلوا بالمال علي عشقهم القديم السرمدي ، وسنكون في غاية الفرح والسرور لو تمكن الجكومي واعوانه من اكمال التأهيل ليلعب الفريق دوري المجموعات علي ملعبه إن تأهلنا الي مرحلتها باذن الله وتوفيقه .
* واخيرا جدا نتمني أن يعود الرئيس المحبوب الوالي في انتخابات المجلس الجديد حسب ما رشح من تسريبات ، لتكتمل اللوحة الجمالية في الإستاد والرئاسة ، وعندها سنغني له من داخل الاستاد ( حبابك ما غريب الدار ، وماك لحقنا الودار ) .
وعشت يا مريخ موفور القيم .....
.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية