زووم ابوعاقلة اماسا
اللغم الأول..!!
* كنت قد نذرت نفسي في حقبة مريخية سابقة أن ألعب دور (كاسحة ألغام)، بتناول الثغرات التي يمكن أن تشكل خطراً على إستقرار النادي وإعاقة مسيرته في المستقبل، رغم صعوبة الفكرة وقسوتها في ذلك الوقت وعدم إستعداد الناس لتقبلها نسبة للحشد العاطفي الذي كان لا يتقبل أي طرح يعكر المزاج العام، وعلى سبيل المثال كنت أتناول بعض الأخطاء الإدارية الظاهرة ذات الأثر الكبير على حاضر ومستقبل النادي، وكان ذلك التناول (مبغوض) لدى البعض من محدودي النظر من الإداريين، من الذين كانوا يربطون علاقتهم بالمريخ بمصالح لحظية يطوعون لها كل المعطيات والظروف.. وقد دارت معارك وتصفيات بسبب هذه الفكرة وما زلت أحتفظ بكثير من الأسرار التي لم تنشر حتى الآن..!!
* كتبت سلسلة من المقالات كان موضوعها الأداء المالي والغموض الذي يكتنفه، ومغبة الإستمرار في ذلك، وما نتج عنه من جملة ديون مرعبة لم تكن مرئية وقتها، وكان التناول يجابه بنوع من الإستخفاف والتسفيه من بعض المستفيدين من التغبيش ومن تبعهم من السذج الذين كانوا يعتقدون أن ما يكتب على الصحف هو كل ما يجري من حقائق.. إلى أن ظهر إسم المريخ في المحاكم وتكررت الإدانات في حق النادي.. ومعظمها كانت بسبب أخطاء إدارية ساذجة.. أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.. قضية شركة كذام للدعاية والإعلان لو تذكرونها.. ولتنشيط الذاكرة أسرد بعض تفاصيلها.
* وقع المريخ مع شركة كذام بغرض إحتكار الإعلان داخل الإستاد وإنتاج الهدايا المتعلقة بشعارات المريخ، وكانت الفكرة سابقة لأوانها حصد المريخ منها ما لا يقل عن 500 ألف دولار على أيام ثورة المنشآت، ولكن مع مرور السنوات أصبح نادي المريخ جاذباً للإستثمارات لكثرة الأموال المتداولة فيه، ومع مساعي التطوير وتحقيق الطفرات التي كان يقودها جمال الوالي كان لعاب البعض يسيل للكسب.. وبدلاً أن يحترم النادي عقده مع شركة كذام، فوجئنا بخطأ إداري غريب بالتوقيع مع عدة شركات عاملة في ذات المجال دون تتبع الخطوات القانونية في فسخ العقودات القائمة والإستعاضة عنها بماهو أجدى وأنفع.. كان التعاقد يتم فوق ما سبق، وهو ما تسبب في تراكم أخطاء أودت بالمريخ إلى ساحات المحاكم ومن ثم الإدانة وصدور أحكام واجبة النفاذ.
* خصوم المريخ في هذه القضايا، وبعض العملاء المزدوجين الذين لعبوا دور الوسيط مع هذه الشركات، كانوا أذكى من كل القائمين على أمر النادي والمحاميين الذين ظهروا في تلك المحاكم دفاعاً عن المريخ.. فسجلوا المديونيات بالدولار.. وهو ما ضمن لها ثبات القيمة مع مرور الزمن.. وإذا كان مبلغ 300 ألف دولار في 2007 تساوي حوالي 700 أو 800 مليون جنيه، فالأمر الآن مختلف تماماً.. ومع التضخم الإقتصادي والأزمة الحالية فإن المبلغ سيصيب ميزانية المريخ السنوية في مقتل..!
* في هذا الشهر حركت شركة (باكار) ملف قضيتها في محكمة الخرطوم الجزئية وأصدرت أمراً بالحجز على أموال المريخ في الإتحاد العام... وهذا الإجراء يعني أن النادي لن يستفيد من مداخيل مبارياته أو عائدات مشاركته في البطولات الخارجية ما لم يستوفي المدين حقه كاملاً.. ويعني كذلك أن حازم ورفاقه عليهم أن (يكربوا قاشهم) لأن الأمور ستكون أصعب بكثير مما يبدو على السطح.. وأن إدارة المريخ عليها التسليم بالأمر الواقع، وأنها ملزمة بتسسير النادي بدون أية مساعدات من أي طرف خارجي..!!
* قضية باكار تعود إلى 2013، وكان قد حدث فيها تثاقل مريب في الجلسات التي سبقت النطق بالحكم.. والآن المريخ ملزم بدفع هذا المبلغ الذي يمثل هزة إرتدادية من زلزال سابق.. والأدهى من ذلك عندما نعرف أن عدد من الشركات التي أقدمت على مقاضاة المريخ كان مجالها واحد.. كذام.. سما ميديا وبامكار لحد ما... وقد إنفجر اللغم الأول في حقل الألغام الذي يعيش فيه المريخ وسنترقب الألغام القادة لنحدد أيها أكبر أثراً وتدميراً على النادي..!!
حواشي
* الأكثر مرارة من هذه الحقائق أن هذا النهج مستمر حتى الآن.. لم يتغير النهج الإداري المتخبط في إدارة المال في المريخ حتى المجلس الحالي..!!
* ألغام سوداكال ظهرت في اللاعبين من غير ذوي الجدوى الذين تعاقد معهم فلم يفيدوا النادي.. أو يثبتوا أنهم أهل للدفاع عن ألوان الفريق.. ومع ذلك لجأوا للفيفا وانتزعوا أموالاً طائلة ما كانوا ليحلموا بها...!!
* ذات المنهج مستمر في عهد مجلس حازم المنتخب واستمرت إدارة المال بطريقة (قفة الدلالية) التي تحدث عنها حسن عبدالسلام رحمه الله..!!
* ذات العملاء المزدوجين الذين كانوا الثغرة التي يؤتى منها المريخ في السابق موجودون الآن، ولكن بأقنعة أخرى وأدوار مختلفة.. ربما تبدو الأمور الآن بشكل.. ولكنها ستظهر بشكل آخر ومدهش في المستقبل...!
* كل مجالس إدارات المريخ ولجان تسييره التي تعاقبت في السبع سنوات الأخيرة قدمنا لها مقترح حصر ديون المريخ والإهتمام بتلك الديون غير المرئية ومن ثم جدولتها لإزالتها متى سنحت الفرصة... ولكن كل مجموعة جاءت حملت معها عدتها وعتادها الحربي وانشغلت بالمعارك الإنصرافية.. لذلك كانت تتفاجأ بالديون كما تتفاجأ ولاية الخرطوم كل عام بموسم الخريف..!!
* مرة أخرى.. لو اتسم العليقي بشيء من الحنكة وانتظر قليلاّ لوجدت الصيني في شارع العرضة حراً طليقاّ، ولكن الرجل يبحث عن بطولات يثقل بها ميزانه عند الأهلة..!!
* من الأفضل للجنة معتصم عبدالسلام أن تعيد النظر في موقفها من قضية الصيني وهو أكرم لها بدلاً أن تنهزم من الخارج..!!
* المتهافتون على أخبار المريخ... هم آفتها..!!
* مازالت هنالك قضايا أخرى كالألغام في هذا الحقل الخطير الذي يمر به المريخ الآن.. ولا نعرف متى ينفجر اللغم التالي...!!
.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية