⚪️ على غير العادة ما حدث في ( هلاريخ ) ❤️ :
لطالما كُنت ولا أزال أنبذ الوطنية عندما يرتبط الأمر بكبار السودان ( الهلال و المريخ ) ، فليس من مصلحتي كهلالابي أن يتأهل المريخ ولا علاقة لذلك بوطنيتي فتلك كُرة قدم لا تحلو إلا بالتعصُب و التناكُف و ( الطعمجة ) المعهودة .
وبالأمس كانت سجائري و فُنجان قهوتي حاضران لمتابعة الريمونتادا الليبية وخروج المريخ من البطولة الإفريقية فهذا ما تمنيته وهذا ما حلمتُ به .
فكان هدف المريخ وكانت الحسرة ، تابعتُ بقلق حتى أحرز الأهلي الليبي الهدف الأول بعدها أصبحت أللاحظ التصرفات التحكيمية و ردود أفعال الجمهور وحتى اللاعبيين الليبيين مع لاعبي المريخ الذين كانوا حريصين على تفويت كُل ما هو مستفز إيماناً منهم بالهدف المنشود ألا وهو التأهل .
بدأتُ أتململ قليلاً وأنزعج من ما يحدث وتناقُضات كثيرة كانت حاضرة ما بين عقلي الذي يُريد خروج المريخ بأي شكل ، وما بين قلبي الذي يُعانده ويهمسُ لي ( ديل أولادنا ياخ ) .
تحولت وبلا مُقدمات لذاك الأمدرماني الحُر ، والذي يرى أن أحد موروثاته يُمس بسوء ، ونحن كأمدرمانيين في المقام الأول لا نقبل أن تُمس موروثاتنا و قيمنا ومُكتسباتنا والتي يظل فيها هلالنا ومريخنا معالم وإن كان المريخ في عُرف المنافسة معي ( خصما ) .
فكانت أمدرمان و كان حي ود أورو و منزل آل كورتي الذي كان يُعسكر فيه المريخ وكانوا لنا جيران ، فما بين عبد العظيم الدش وأبراهومة و نميري محمد سعيد وجندي نميري وعدد من اللاعبين الذين أصبحوا لنا إخوةً وقتها ، وما بين هلاليتنا ومداعباتنا لهم والتي كانت تسعدهم أحياناً وأحياناً تُضايقهم ..
كان هُنالك أل العجيل وعمنا صلاح ، أل عربي وعمنا عبد القوي ، وأل الضو وعمنا الحافظ وأيضاً سيف حطب ، كبار رواد وأقطاب المريخ .
لحظات بدأت أسترجع فيها تلك الأيام ، فكنت أنا ( الإبن العاق ) بالنسبة لهم و ياما إنجلدت من العم صلاح وياما إتنهرت من العم سيف وياما وياما ..
كُل هذه المشاعر كانت حاضرة ، حتى بدأ الشوط الثاني والذي تغلب فيه القلب على العقل ، رافضاً التعصب الذي قمنا عليه ولا أظن أنه سينتهي ، خصوصاً عندي لكنها الحالة ..
حالة من النشوة عشناها في تأهل المريخ الذي تعرض لأسوء أنواع الظُلم ، ولكنه ورغم ضعف الأداء كان حاضرا .
كنت أظن أني وحدي من عشت هذا الشعور ولكني تفاجئت حقاً بأن عدد كبير من الهلالاب كانوا معي في ذات المشوار العاطفي ، الصادق ، يتقاسمون مع المريخاب كل ما جاء في أجواء هذه المباراة من حزن و غضب وأيضاً دموع فرح .
تفاجئت حقاً عندما وجدت أحد الأصدقاء يتصل بي قائلاً :
لعلي لستُ شجاعاً مثلك كي أكتبها علناً ، لكني يا صديقي شجعتُ المريخ وتعاطفتُ معه .
واليوم أتفاجئ بعدد كبير من جماهير المريخ وصفحاته تُنادي بتشجيع الهلال داخل الملعب و خارجه ، لتكون هذه الحالة والتي أسميها بحالة لمجرد أنها لا تتكرر كثيراً ، من أعظم الحالات التي عاشها كلا جمهوري القمة ..
فقد كانت مثل هذه المبادرات تأتي من الإدارات واللاعبين ، اليوم شهدناها من قلب المُدرج الأزرق والأحمر ، في وقفة تاريخية علينا جميعاً أن نقف لها وعليها إحتراماً وتقديرا .
فشُكراً رضوان جيد ، كُنت جيداً حقاً في توحيد الأمتين 💙
#هلاريخ
احمد غازي
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية