. كبد الحقيقة
د . مزمل أبو القاسم
الحل.. في الملعب الأولمبي
* من المؤسف أن تجد الأندية السودانية نفسها في ورطة كبيرة بسبب عدم وجود ملاعب تلبي المطلوبات التي يشترط الكاف توافرها في الإستادات التي تستضيف بطولاته للأندية والمنتخبات.
* كان ملعب نادي الهلال بمثابة (عوينة أم صالح) للكرة السودانية، بعد أن رفض الكاف اعتماد ملعب إستاد الخرطوم وخرج إستاد المريخ عن دائرة الخدمة، ويوم أمس الأول فاجأ الدكتور حسن علي عيسى أمين عام نادي الهلال جماهير ناديه وكل محبي الكرة السودانية بتصريح صادم، ذكر فيه أن الهلال نفسه أصبح مهدداً بأداء مبارياته في مرحلة دور المجموعات لدوري أبطال خارج السودان بسبب اشتراطات وضعها الكاف ولم تتوافر في ملعب الهلال.
* منها شدة الإضاءة، علاوة على ضرورة وجود أربع غرف للاعبين في الإستاد، ويتردد أن الكاف اشترط على الهلال تغيير أبراج الإضاءة الحالية وتوفير مرافق صحية للجماهير، علماً أن كل الملاعب السودانية لا تتوافر على الشرط الأخير، لأن من شيدوها افترضوا أن من يرتادون الإستادات ليسوا بشراً عاديين، والمحصلة مناظر مؤذية وروائح نتنة نتاجاً لاضطرار المشجعين إلى قضاء حاجتهم كيفما اتفق.
* حتى وقت قريب كانت مباريات الأندية والمنتخبات السودانية تلعب في ستة إستادات، هي المريخ والهلال والخرطوم والأبيض وشندي ومروي، وعندما رفع الكاف معاييره ومطلوباته واشتراطاته خرجت كل تلك الملاعب عن نطاق الخدمة بالتدريج، حتى انحصرت على ملعب الهلال.
* ها هي الجوهرة الزرقاء نفسها تتهيأ للحاق بالركب، في مشهد مؤسف يوضح مدى التخلف الذي حاق بدولةٍ عريقة في مجال الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص.
* دولة نالت شرف تأسيس الكاف واستضافت أول بطولة لأمم إفريقيا في العام 1957، ووقتها لُعبت البطولة في إستادي الخرطوم ومدني.
* للأسف تعرضت ملاعبنا إلى إهمال قبيح من كل الاتحادات التي تعاقبت على إدارة الكرة في السودان، علماً أن تأهيلها لا يحتاج إلى أموال حالياً، بقدر ما يتطلب عقول مفتوحة لإداريين يحسنون التخطيط.
* مثال على ذلك ما حدث في جنوب السودان، عندما أحسن اتحادها إدارة ملفه الخاص بمشروع التطوير التابع للفيفا، وطلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يسدد كامل الأموال المخصصة له لشركة إنشاءات صينية، مقرها في أديس أبابا، كي تتولى إعادة تشييد ملعب جوبا العتيق وفق المعايير الدولية التي يحددها الفيفا لمباريات الفئة (A)، وقد كان.
* مضى اتحاد الجنوب أبعد من ذلك وطلب من الفيفا أن يسدد مخصصاته للشركة المنفذة مباشرةً، ليتمتع بأعلى درجات الشفافية ويمنع تسرب أموال التطوير إلى جيوب الأفراد، وكانت المحصلة ملعباً جميلاً تغزل فيه مفتش الكاف محمد سيدات عندما زاره آخر مرة.
* حدث ذلك في غانا وفي موريتانيا وعدد من الدول التي تعاملت مع مخصصات مشروع التطوير بالفيفا بنهج مثالي، كفل لها التمتع ببنيات أساسية مشيدة على أعلى المستويات.
* إستاد الخرطوم مثلاً.. يتمتع بقيمة تاريخية كبيرة، بسبب احتضانه لأولى بطولات أمم إفريقيا، وقد تحدث عنه رئيس الفيفا جياني إنفانتينو باهتمام شديد عندما زاره قبل عامين من الآن.. وكتبنا وقتها أن شداد كان مطالباً بتجهيز مشروع كامل لإعادة تأهيل الملعب العتيق وإدراجه ضمن المشروعات المطلوب تمويلها بواسطة الفيفا خصماً على مخصصات الاتحاد السوداني لدى الاتحاد الدولي، بدلاً من (تفسيح) إنفانتينو فيه!
* سحب اتحاد الجنوب كامل مخصصاته في مشروع التطوير وشيد بها إستاد جوبا ويرغب في تشييد ملعب آخر بمدينة واو، بينما تعرض الاتحاد السوداني لقرار صادم وصارم قضى بتجميد مخصصاته لدى الفيفا بسبب التقرير الصادم الذي أعدته لجنة المخاطر بالفيفا عن كيفية تصرف الاتحاد السوداني في أموال مشروع التطوير!
* حل المعضلة الحالية يكمن في تحريك الدولة وحضها على استكمال تأهيل الملعب الأولمبي، الذي يتمتع بمرافق متميزة ويلبي كل اشتراطات الكاف، ولكن كيف يمكن بلوغ تلك الغاية بوجود وزيرة فاشلة ومتعنتة تدير وزارتها بعقلية (الغفير المتسلط)؟
* نناشد الدولة أن تولي الملعب الأولمبي عنايتها وتستكمل نواقصه كي تعفي أنديتنا ومنتخباتنا من خزي تكفف الملاعب، وعار خوض المباريات خارج حدود البلاد.
آخر الحقائق
* يمكن للوزارة أن تقلد نظيرتها في مصر بتأهيل الملعب الأولمبي وتخصيصه للأندية والمنتخبات السودانية بعقود انتفاع طويلة المدى.
* حدث ذلك في مصر عندما مكنت الدولة النادي الأهلي من الانتفاع من إستاد السلام بعقد يمتد ربع قرن.
* إذا لم تتم إجازة ملعب الهلال سيصبح المريخ ورفيقه (في الهوا سوا)!
* كلاهما لا يمتلك ملعباً مجازاً بواسطة الكاف.
* وسيرتد القرار الأرعن الذي اتخذه مجلس الهلال بخصوص منع المريخ عليه!
* لو تمتع ببعض الحكمة لتعاون معه المريخ على تأهيل ملعب الجوهرة الزرقاء بمبادرة شبيهة بالتي طرحها رئيس المريخ أيمن أب جيبين واستهدف بها تأهيل الملعب الأولمبي.
* قرار قبيح المظهر، قميء المخبر، سيؤدي إلى تفاقم حالة التوتر التي تسود العلاقة بين العملاقين.
* أمس أقدم مجلس الهلال على نشر خبر غير كريم أفاد به أنه ردّ للمريخ مبلغ ستين ألف دولار دوافعها كأجرة لإستاد الهلال.
* علماً أن رئيس المريخ طلب من المكتب التنفيذي للنادي التحفظ على خبر تسديد المبلغ كي يستخدمه مريخاب في الرد على مناكفات بعض الأهلة المتعصبين.
* تعامل رئيس المريخ مع الهلال بطريقة حضارية وطالب مشجعي النادي باحترام منشأة الهلال والمحافظة عليها.
* فهل ذلك في لقاء جماهيري حاشد ولم يخش ردود الأفعال واستجابت له جماهير المريخ بطريقة رائعة ولم تقدم على أي شغب ولم تحطم أي مقعد!
* للأسف قوبلت تلك الروح الجميلة برد فعل متشنج مع مجلس الهلال الذي ساير بعض الصحافيين والمشجعين المتعصبين وحقق لهم مرادهم.
* أعجبتني ردة الفعل الهادئة والعقلانية التي واجه بها مجلس المريخ الجديد قرار حرمان فريقه من اللعب في إستاد الهلال.
* تقبل الأمر بصدر رحب تعامل معه بلا تشنج وانصرف لتوفير ملعب لفريقه خارج السودان، وقطع شوطاً بعيداً في التفاهم مع الأشقاء في جنوب السودان.
* آخر خبر: المريخ والهلال ناديان رائدان وقائدان، وينبغي أن يمثلا القدوة لبقية أندية السودان.
.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية