كبد الحقيقة
د . مزمل أبو القاسم
فرِق سُرعات.. وإنجازات!
* يطيب لبعض إعلاميي الهلال أن يعايروا المريخ بأنه غير شعاره من الأحمر والأسود إلى الأحمر والأصفر، ولو صحّ ذلك سيكون الزعيم سابقاً لعصره كالمعتاد، لأن كل الأندية الكبيرة في العالم باتت تُعِد شعارات بألوان إضافية، مثلما يفعل برشلونة الإسباني الذي يرتدي الأصفر في الموسم الحالي عندما يلعب خارج ميدانه.
* يدعون أن ناديهم لم يغير شعاره مطلقاً، وينسون أنه غيّر (اسمه) قبل سنوات قليلة من الآن، من نادي الهلال (للتربية البدنية)، إلى نادي الهلال (للتربية) حاف، بينما احتفظ الزعيم باسمه منذ أن تحول من المسالمة إلى المريخ في العام 1927، فإذا التغيير عيباً، فأيهما أنكى وأوفر استحقاقاً للمذمّة.. تغيير الشعار أم تغيير الاسم؟
* يمضي بعضهم أبعد من ذلك ويطلقون على المريخ مُسمَّى نادي الحكومة، والصحيح (المريخ حكومة)، لأنه النادي السوداني الوحيد الذي شرف وطنه في المحافل الخارجية، والنادي السوداني (الوحيد) الذي حصل على بطولة قارية، والنادي السوداني (الوحيد) الذي نال ثلاثة ألقاب إقليمية، فيما ظلت كل الأندية الأخرى تحتضن خيباتها الدولية، (وتلولي) أصفارها الخارجية، وعلى رأسها الصفر الأعظم، الذي بلغ من العمر عتياً، ولا زال كالعهد به فتياً، ندياً، لامعاً، براقاً، متحدياً ومنافحاً عن صولجانه القديم بكل عنفوان.
* الصفر الأشهر الذي حيّر الدواء والطبيب، وما زال طفلاً يحبو، موعود بعيش سعيد وعمرٍ مديد، في كنف حضنه الدافئ، وعرينه التليد، في العرضة الصفرية، أقصد الشمالية!
* ينعتون المريخ (نادي الشعب الأوحد) بأنه صنيعة إنقاذية، ناسين أنه ارتاد آفاق البطولات الجوية وحصد ألقابها قبل مجيء الإنقاذ، وأن الشعب السوداني انتفض عن بكرة أبيه لاستقبال الأحمر المنصور في مطار الخرطوم، عندما عاد إلى وطنه متوجاً ببطولة سيكافا الأولى في العام 1986.
* لا يقولن صفريٌّ مستهزئٌ أن سيكافا التي توج المريخ بأكاليل غارها ثلاث مرات بطولة ضعيفة، لأن الهلال شارك فيها تسع مرات، وكان أفضل مركز له فيها (الثالث)؛ الأسوأ للمريخ.
* ولا يزعمن صفريٌّ متطاول أن الإسلاميين سيطروا على المريخ لمجرد أن الغالي جمال الوالي تولى رئاسة النادي، لأن أضابير التاريخ أكدت لنا أن الهلال كان وما زال النادي المحبب للكيزان، بدليل أن خمسة من آخر ستة تقلدوا رئاسته انتموا إليهم، وهم الفريق أول عبد الرحمن سر الختم (رحمة الله عليه)، وشيخ العرب يوسف أحمد يوسف، والحاج عطا المنان، وأشرف الكاردينال وآخر العنقود (ولدنا الصفوة) هشام السوباط!
* سقط حكم الكيزان في السودان، لكن حكمهم للهلال ما زال مستمراً حتى اللحظة، بدليل أن السوباط والعليقي والفريق يحيى محمد خير (وزير الدولة للدفاع في خواتيم عهد الإنقاذ) ما زالوا يتربعون على قمة هرم المجلس الأزرق حتى اللحظة!
* ولو أردنا أن نرصد كل الكيزان الذين عملوا في مجالس الهلال المتعاقبة فسنحتاج إلى آلة حاسبة من الحجم العائلي، وفي مقدمتهم الراحل اللواء عبد الله حسن أحمد البشير، شقيق البشير، الذي عمل نائباً لرئيس نادي الهلال مع المهندس الحاج عطا المنان، ومنهم المهندس طارق حمزة وميرغني إدريس وحاتم أبو القاسم ومحي الدين الخطيب وعصام كرار ومحمد محمد صادق الكاروري والدكتور كرار التهامي وأحمد عبد القادر والزميل يوسف عبد المنان والطاهر يونس والسر أحمد عمر وعبد العاطي هاشم.. (وعييييك.. ما تعدش علي قول أحبابنا المصريين)!
* أمّا عن دعم الدولة للهلال في عهد الإنقاذ فحدث ولا حرج، لأن الإنقاذ بدأت عهدها بتأهيل إستاد الهلال وتشييد مقصورته الرئيسية ودعوة البشير لحضور نهائي بطولة الأندية الإفريقية أمام الوداد المغربي في العام 1992، ويومها أصرَّ الصفر الدولي على إخراج لسانه الطويل لرئيس الدولة وكبار مسئوليها وبقي صامداً جسوراً حتى سقطت الإنقاذ!
* عندما افتتح رئيس الهلال الأسبق أشرف الكاردينال إستاد الهلال بحلته الجديدة وأطلق عليه مسمى الجوهرة الزرقاء حرص على دعوة البشير لحضور الاحتفال، ويومها غنى الحبيب حسين شندي ورقص كردنة مع بشة وعبد الرحيم محمد حسين في مسرح ضخم تم نصبه داخل أرضية الملعب، ورقص وهلل معهم عشرات الآلاف الذين احتشدوا يومها داخل الإستاد!
* لم تأت دعوة كردنة لبشة من فراغ، بل تمت اعترافاً بفضله وتقديراً لدعمه السخي، بعد أن تكفل بتسديد كلفة تشييد الجوهرة الزرقاء جنباً إلى جنب مع إستاد كوبر عن طريق جهاز الأمن والمخابرات الوطني، ونسب الفضل إلى كردنة، ومن يجادل عليه مراجعة الفواتير التي سددها جهاز للشركة الصينية التي نفذت مشروع تأهيل الإستاد، وفيها الخبر اليقين الذي يؤكد أن من سيد الجوهرة الزرقاء الحقيقي هو بشة، وليس كردنة!
* يعيبون على المريخ قبوله تبرعاً من قوات الدعم السريع لتأهيل الإستاد، وتلك أموال الشعب لا غضاضة في أن تنفق على نادي الشعب الذي تفرد بكونه الوحيد الذي أسعد الشعب ورفع رأسه في المحافل الدولية.
* من عايروا الزعيم بذلك الدعم قبلوا الدعم السخي الذي قدمته منظومة الصناعات الدفاعية (التصنيع الحربي) لناديهم عن طريق مديرها الفريق ميرغني إدريس، ولولاه لحاق بجوهرة البشير الزرقاء ما حاق بالرد كاسل!
* لا ينكر المريخاب أن ناديهم نال حظاً من دعم الدولة في كل العهود، لكن ما حصل عليه لا يقارن بتاتاً بما ناله نده التقليدي البارع في حلب ضروع الحكومات.. فالمقصورة الطائرة لإستاد الهلال بناها اللواء إبراهيم نايل إيدام والعميد سليمان محمد سليمان في العام 1992، بل إن دعم الدولة للهلال وصل حد تكليف ضابطين من جهاز الأمن بمرافقة رئيس الهلال الأسبق الأمين البرير إلى القاهرة للتعاقد مع المهاجم الكامروني أوتوبونغ مقابل مليون دولار، حمله الضابطان معهما كاش أخدر وسلموه لنادي الاتحاد السكندري لمساعدة البرير على شراء أشهر ماسورة أجنبية في تاريخ الكرة السودانية!
* من أوجب واجبات الدولة أن تعين زعيم الكرة السودانية على استرداد ملعبه الذي تفرد باستضافة كل مباريات المنتخبات الوطنية وشرف السودان باحتضانه لأشهر مباراة في تصفيات مونديال 2010 (فاصلة مصر والجزائر) كما استضاف احتفالات الكاف بعيده الخمسين بحضور كل قادة الكرة العالمية، وفي مقدمتهم رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر وكل نوابه ومساعديه، كما استضاف نهائي بطولة الشان 2011، وهي آخر بطولة كروية كبيرة يستضيفها السودان.
* من الأفضل للمتطاولين أن يقصروا ألسنتهم، لأن ما احتلبه ناديهم من ضروع الدولة لم تنل كل الأندية السودانية معشاره، ومع ذلك ظل صفره الدولي على حاله، يفتح فاهه بنهمٍ شديد، وكلما قيل له هل اكتفيت يقول هل من مزيد؟
آخر الحقائق
* المريخ نادي الشعب الذي يسعد الشعب ويشرف الشعب في المحافل الدولية.
* النادي السوداني الأوفر ارتباطاً بالحركة الوطنية.
* عندما انهار مجلس الأمين البرير وعانى الإملاق وحاصرته الديون بادر البرير بتقديم استقالته مع مجلسه وسلم مفاتيح النادي للوزارة عقب انسحاب الفريق من نهائي كأس السودان المقام في الدمازين.
* وقتها تدخلت السلطة الرياضية وكونت مجلساً للتسيير برئاسة المهندس الحاج عطا المنان، القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية.
* بعد ذلك نشرت وزارة الشباب والرياضة في ولاية الخرطوم إعلانات في الصحف السيارة طالبت فيها (الديّانة) بتسجيل أسمائهم لحصر ديونهم، وسددتها لهم على داير المليم!
* لا تزايدوا على المريخ، سيما الأهلة الذين نالوا من الدعم الحكومي أطناناً على أيام الإنقاذ.
* كان الهلال وما زال النادي الأوفر حصولاً على دعم الدولة، لتسجيلاته وجنسياته ومنشآته ورحلاته وحتى معسكراته وديونه وتسجيلاته!
* كلنا نتذكر كيف تحولت سفارة السودان في سوريا إلى غرفة لتسجيلات الهلال عندما تم تعيين العميد سليمان محمد سليمان سفيراً للسودان في دمشق.
* ونتذكر كيف درج الهلال على إقامة معسكراته في مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة عندما كان عمل الفريق عبد الرحمن سر الختم رحمة الله عليه والياً للجزيرة.
* وقتها طالب أحد أعضاء المجلس التشريعي بمناقشة ميزانية نادي الهلال في برلمان ولاية الجزيرة لأن معظمها أتى من خزينة الولاية.
* لماذا لم يهاجم الزميل خالد عز الدين مدير منظومة الصناعات الدفاعية (التي يعمل فيها)، عندما أقدم على دعم الهلال؟
* لماذا لم يطالبه (مثلما طالب جبريل إبراهيم) بتوجيه الدعم المقدم لجوهرة بشة إلى المستشفيات؟
* نذكره إن كان ناسياً بأن رئيس المريخ أيمن أب جيبين أبدى استعداده لتأهيل المدينة الرياضية كي تستفيد منها كل المنتخبات والأندية السودانية.
* آخر خبر: فرق كبير.. فرق قدرات وسرعات وبطولات.. يا خالدونا ويا إبراهيم!!
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية