• آخر الأخبار

    السبت، 5 مارس 2022

    صعبة وليست مستحيلة "ناصر بابكر"

     




    صعبة وليست مستحيلة

        "ناصر بابكر"


    مهمة المريخ لتحقيق نتيجة ايجابية أمام الأهلي اليوم سواء بالفوز أو التعادل صعبة للغاية لكنها ليست مستحيلة .. وأحاول في المساحة التالية تسليط الضوء على ما يجعل المهمة صعبة والعوامل التي تجعلها ممكنة ليكون القول الفصل في نهاية المطاف لحقيقة الميدان ..


    كيف يدافع المريخ؟

    في مواجهة فريق مثل الأهلي وبمثل ظروفه اليوم التي تحتم عليه الفوز والفوز فقط، فإن تقديم أداء دفاعي "مثالي" يعتبر حتميا للخروج بنتيجة ايجابية.. وحتى ينجح المريخ في هذه النقطة، ينبغي أن يكون الطاقم الفني اعاد مشاهدة مباراة القمة أكثر من مرة ووقف على مشاكل التنظيم الدفاعي للفريق يومها رغم تألق العناصر الدفاعية .. ونجاح الدفاع كتنظيم من عدمها لا تقرأ من زاوية مردود العناصر الدفاعية لكن من زاوية مدى نجاح الفريق في اغلاق كل المساحات "الخطيرة" في ثلثه الأخير وهي المنطقة أمام الدفاع إلى جانب اغلاق الطرفين والعمق وفي القمة كان هنالك خلل ملحوظ في الجهة اليسرى لعدم التزام طوني بالمساندة الدفاعية يومها وخلل في المنطقة أمام الدفاع رغم تألق الصيني وطيفور كانت تمثل مؤشر لخلل في التنظيم في ظل اعتماد الطاقم الفني على رقابة الأفراد بدلا عن اغلاق المساحات والاستمرار في هذا الأسلوب أمام الأهلي اليوم سيكون خطأ قاتل لسبب بسيط وهو أن الكرة المصرية عموما والأهلي تحديدا تتقن وتجيد لعبة "خلق المساحة" وتعتمد عليها بشكل أساسي بل أن هذه النقطة هي كلمة السر في تفوقها القاري على صعيد الأندية والمنتخبات وبالتالي يحتاج المريخ للعب بتنظيم دفاعي محكم بقدر عال من التركيز في جزئية اغلاق "مساحات الخطر" والمقصود من هذه العبارة أن هنالك مناطق في الملعب تعرف بالمناطق "الميتة" بمعنى أن ترك الكرة فيها للخصم لا يشكل خطرا على مرماك وهي الثلثين الأول والثاني عند تقسيم الملعب إلى ثلاثة أثلاث أما منطقة الخطورة فهي الثلث الأخير الذي لا ينبغي اتاحة الفرصة خلاله لأي لاعب من المنافس للإستلام براحة وبلا ضغط أو رقابة لأن من تلك المنطقة تصنع تمريرة الهدف وعرضية الهدف وتسديدة الهدف ويتم تسجيل الأهداف ..


    "التمرير والمرتدات"


    الدفاع في كرة القدم الحديثة لا يقتصر على التقوقع في الخلف .. إذ أن قبول ضغط المنافس من دون القيام بأي رد فعل سوى ابعاد الكرات يقود لارتكاب الأخطاء عاجلا أم آجلا.. لذا، فأن دقة التمرير وإجادة الخروج بالكرة تحت الضغط والإحتفاظ بها لفترة جيدة يعد جزءا مهما من عملية الدفاع "الدفاع بالكرة" لأنه يساعد الفريق ككل على التقاط الأنفاس ويستهلك جزءا من طاقة المنافس البدنية والذهنية في مطاردة الكرة ويرهقه في لعبة الوقت .. الى جانب جزء آخر أكثر أهمية وهو التحول الهجومي السريع والفتاك عبر المرتدات لأن هذا السلاح يجبر المنافس على تقليل اندفاعه الهجومي وتقييد حركة بعض لاعبيه سواء في الأطراف الدفاعية أو الإرتكاز وبالتالي تقليل عدد العناصر التي تشارك في الهجوم وهو ما يخدم تنظيم المريخ الدفاعي ..


    "المباغتة والأجزاء"

    النقاط أعلاه تتعلق بأسلوب دفاع المنطقة وحال اراد المريخ استنساخ الطريقة التي استخدمها صن داونز في اسقاط الأهلي.. لكن هنالك أساليب وأسلحة أخرى تبقى متاحة مثل أسلوب المباغتة ومفاجأة المنافس بعكس ما يتوقعه واللعب بضغط عالي ومحاولة حرمان المنافس من بدء وتنظيم الهجمات وجعل المباراة تلعب في نصف الملعب الخاص بالأهلي عوضا عن نصف الملعب الخاص بالمريخ لكن هذا الأسلوب الذي استخدمه المريخ في "2015" وخصوصا في مباراة وفاق سطيف بالجزائر يحتاج إلى جرأة وشجاعة وثقة عالية وقبلها لياقة بدنية عالية والتزام من كل العناصر بعملية الضغط وخصوصا العناصر الهجومية مع إجادة الفريق للتمرير بأقل معدل أخطاء .. وشخصيا لا أعتقد أن المريخ سيلجأ لهذا الأسلوب، لذا سيكون الأنسب تقسيم المباراة لفترات الأولى فيها وهي الأهم هي حرمان الأهلي من تسجيل هدف مبكر في ثلث الساعة الأولى لأن الوقت اليوم يلعب مع المريخ ضد صاحب الأرض، ومرور الوقت والنتيجة تعادلية من شأنه زيادة الضغط النفسي والذهني على الأهلي ونقل التوتر للاعبيه وهو ضغط ينبغي زيادته لاحقا عبر لعب دقائق هجومية وشن بعض الهجمات الخطيرة ثم العودة للتأمين في الدقائق العشر الأخيرة للشوط الأول مع اتباع ذات الاستراتيجية في شوط اللعب الثاني.


    "السماني وطوني"

    قبل مباراة الهلال، أشرنا إلى أن نقطة ضعف الهلال تتمثل في ضعف النزعة الدفاعية لثلاثي الوسط وبالتالي أهمية لعب أجنحة المريخ للداخل لاستغلال الفراغات خلف بوغبا وأمام الدفاع .. اليوم، المساحة التي يتركها الأهلي عادة هي خلف الظهير الطائر "علي معلول" وتكتيك الأهلي يقوم على تغطيتها عبر أحد لاعبي المحور.. لذا فإن مباراة اليوم تحتاج من السماني للعب على الخط أكثر لسحب أحد محاور الأهلي نحو طرف الملعب لحظة تحول المريخ الهجومي ووقتها ستتوفر مساحة في العمق ينبغي أن يلعب عليها طوني بالتحول السريع من الجناح لأخذ موقع صانع الألعاب أو المهاجم المتأخر مع تقدم بخيت لاجبار محمد هاني على البقاء على الخط وهو تكتيك يتطلب تكليف أحد عناصر وسط المريخ بتغطية ظهر بخيت تحسبا لإرتداد الأهلي، مع التنويه إلى أن مشاركة أفشة المتوقعة اليوم منذ البداية ورغم كونها ستزيد من قوة الأهلي الهجومية لكنها تقلل في الوقت ذاته من كفاءة الفريق الدفاعية خصوصا حال اتت على حساب "حمدي فتحي" حيث تشير القراءات لأن وسط الأهلي يمكن أن يتكون من "السولية وديانغ وافشة" على أن يشارك "أحمد عبدالقادر وبيرسي تاو كأجنحة مع رأس الحربة محمد شريف" وحال رأي الجهاز الفني أن تاو لم يصل بعد لقمة الفورمة فإن الخيار سيكون طاهر محمد طاهر مع رباعي الدفاع "هاني.. عبدالمنعم .. ربيعة ومعلول" وشخصيا لا اتوقع حدوث ما اوردته صحيفة اليوم السابع المصرية حول لجوء موسيماني اليوم لتنظيم 3-4-3 وارجح إستمرار الفريق في اللعب بتنظيم 4-2-3-1 .


    "مفاتيح المريخ"

    وهنا لا اتحدث عن أفراد، بل مفاتيح لتحقيق نتيجة ايجابية في مثل لقاء اليوم وأولها الثقة ثم الثقة ثم الثقة، فعناصر المريخ يجب أن تدرك أن الضغط نفسي وذهني وبدني على الأهلي وأن فرص المريخ أيا كانت نتيجة لقاء اليوم جيدة لإنتزاع بطاقة تأهل تظل جيدة وبالتالي من الضروري اللعب بثقة تامة لأن الثقة هي مفتاح التركيز والتركيز هو مفتاح تقليل الأخطاء الفردية والجماعية وتلك المفاتيح هي المطلوبة لاستثمار الضغوطات التي يعانيها الأهلي مع التنويه لأن من يرغب في التأهل ينبغي أن يأنس في نفسه الكفاءة للفوز على أي منافس وألا يشعر بالخوف أو التوتر وأن يكون قادرا على التعامل "بثبات وذكاء" وشخصية وكاريزما قوية مهما كانت تقلبات اللقاء.


    "في نقاط"

    الأهلي يملك حلولا هجومية متنوعة على رأسها استخدام الأطراف وارسال العرضيات سواء "الألمانية" لمحمد شريف أو طاهر أو أفشة نفسه رغم قصر قامته أو السولية، أو "البرازيلية" التي يتقنها معلول تحديدا .. إلى جانب سلاح التسديد من خارج منطقة الجزاء وأي من تلك الحلول يحتاج إلى نجاح المريخ في اغلاق المساحات في ثلثه الأخير مع التركيز واحكام الرقابة في الكرات الثابتة..

    الكرات الثابتة يمكن أن تكون حل جيد للمريخ للتسجيل في مرمى الأهلي في ظل معدل الأطوال الحالي في المريخ مع سلاح المرتدات لاستثمار المساحات التي يتركها الأهلي في الخلف وبطء رامي ربيعة ..

    عودة محمد الرشيد "حال كان جاهزا بدنيا" مع الصيني وطيفور من شأنها زيادة ديناميكية وسط المريخ وقوة الفريق في الضغط ليبقى المحك كيفية توزيع الأدوار في تغطية المساحات ..

    طوني يمكن أن يلعب دورا حاسما ومهما للحد البعيد في لقاء اليوم .. فالقدرات التي يمتلكها مع السماني يمكن أن تسبب مشاكل بالجملة لدفاع الأهلي خصوصا لو نجح "رأس الحربة" اليوم في تقديم مباراة كبيرة وشخصيا اتمنى رمضان عجب كمهاجم صريح مع وضع العقرب كخيار بديل حال كانت جاهزيته البدنية جيدة .. 

    الابتعاد عن التوليف في الخط الخلفي يبقى مطلوبا وأتمنى عدم أحداث تغيير على العناصر التي شاركت في القمة خصوصا وان الكثير من الأطباء نبهوا لأهمية عدم استعجال الدفع بصلاح نمر لأن تجدد اصابته سيعني فقدانه لفترة طويلة.


    "حاجة أخيرة"

    "على الورق" الأهلي هو الأقرب للفوز والمرشح الأوفر حظا لكن على المريخ الإيمان بحظوظه في قلب الطاولة على تلك التوقعات وادراك أن كرة القدم لا تؤمن بالمستحيل.

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية

    Item Reviewed: صعبة وليست مستحيلة "ناصر بابكر" Rating: 5 Reviewed By: الصادق الشايب الجيلي
    Scroll to Top