• آخر الأخبار

    الثلاثاء، 28 يونيو 2022

    وما على أحدٍ جنيت (4) الرشيد حبيب الله التوم نمر

     












    وما على أحدٍ جنيت (4)

    الرشيد حبيب الله التوم نمر 

    حدثني جليسي قائلاً لي ساخراً أنه أصبح يعتقِد جازماً أنه أصبح في حوجة ماسة لعقل أخر أو علي الأقل لذاكرة أخرى غير التي بداخل عقله لأن الأخيرة انهكتها هذه الحياة!! مضيفاً أنه عندما يأتي الصباح يتحسس رأسه و عندما يتأكد من وجوده، يضع (سفة تمباك) علي فمه و من ثم يبدأ يتخيل أنه لا زال نائماً وأن الذي تحسسه ما هو إلا كابوس سيزول بعد قليل!!


    تلاحقنا الحياة كل صباح بواقع جديد يجعل الإتزان العقلي و النفسي أمر صعب المنال حتي أن بعضنا يتمني من مرارة الحياة و (مقابحتها) له أنه كان الأفضل له لو لم يتم خلقه!! و العياذ بالله..ذاكرتنا مع الحياة تجعل البعض يعيش في جحيم مقيم يريده هو كذلك أو أن معطيات واقع الحياة معه تفرض عليه ذلك. إنشغالنا بالحياة و إشغال الحياة لنا تخلقان سوياً شئ من الوسواس القهري لدي الكثيرون يختل معه (لحن) المسير لما نؤدي في حياتنا اليومية أو ربما إختلال كامل موكبها لدي أخرون. فقد تسأل عن شئ و أنت تحمله بيدك..!! وقد تشتط مع أطفالك أو زوجتك و من هم حولك بسبب فقدان شئ ما أنت الذي أخذته و رٌبما أخفيته بعيداً عنهم بمحض إرادتك..!!قد تكون في طريقك إلي صالون منزلك، فتجد أنك داخل المطبخ..!! أحدهم قال أنه كان في طريقه لفتح باب منزله لطارقٍ عليه، فوجد نفسه داخل دورة المياه (أعزكم الله) من دون أن يكون هناك سبب (عضوي) لذلك..! بينما أحضر رب أسرة كيس الخضار وبدلاً من أن يضعه في المطبخ، وضعه داخل خزانة ملابسه وأغلقها بحرص وجلس بعدها يشتم في زوجته أنها لم تجهز وجبة الغداء..! و لم يعلم بما فعل إلا صبيحة اليوم التالي عندما أراد أن يتجهز للذهاب للعمل..!!

    ذاكرة البشر عند البعض يتابطها (الإستحضار والغتاتة) أحياناً و عند البعض دائماً لا تغفل عن (تفاهات) الإمور.. فإذا طلب منهم أحد شي، يقفز إلي ذاكرتهم فتح (ملفه) بطرف تلك الذاكرة الإستحضارية لديهم و تقييم إذا ما كان (يستاهل أو ما يستاهل) أن يقدموا له شئ من عمل الخير يذكرون به عند الله تعالي فضلاً عن بشر من ما خلق و هذا بفعلا الذاكرة الإستحضارية(الغتيتة)..!! و بمناسبة (الغتاتة)هذه أذكر يوم دخلت في صراع مع زميل سابق لي في العمل (فلسطيني الجنسية) مشهود له من الجميع بالخِسة و الوقاحة، فأتاني زميلي الأخر (مصري الجنسية) مطالبا ًإياي بالإعتذار للأول قائلاً لي(يا إبن النيل.. الدنيا ما بستاهلش).. ففعلت ما أراد. دارت الأيام و تصارع الأخير مع الأول و أتاني الأخير(المصري) معبراً لي عن إمتعاضه من (الفلسطيني)، فطلبت منه الإعتذار لزميلنا قائلاً له نفس حديثه لي حينها(يا إبن النيل.. الدنيا ما بستاهلش) .. فرد لي بالقول (هذا منطق العاجز.. يا بيه)..!! و سرد لي كمية من (الغتاتات) و المواقف (من ذاكرته الإستحضارية) مارسها معه الفلسطيني لم أكن أتخيل قبلها أو بعدها أن هناك إنسان يحمل لأخر كل هذا المُقت و (الغتاتة)..!! 

    كما أن هناك الذاكرة (الحردانة) التي يميل صاحبها لتجميع مواقف حياتية سابقة في لحظة (قرف) من الأخرين أو حتى من نفسه و بالتالي تتم مقاطعتهم و ربما الفتك بهم وجدانياً و ركلهم في مزبلة تاريخه..!! كما أن هناك الذاكرة (المتغابية) التي (تتغابي) عن ما للغير و (تدعي) تجاهله و هي حقاً تريد الظفر به أو إضعافه وإسقاطه..!! و أنواع الذاكرة (المشوهة) كثيرة لا يفي مكتوبي هذا وحده لذكرها، إلا أننا جميعاً نشاهدها و نلمسها (تخرمج) لحن الحياة..!!

    أسوأ أنواع الذاكرة هي ذاكرة (أيامنا دي) حيث تبدلت موازين الحياة و التفاصيل و الشواهد كثيرة لديكم و منها تفضل البعض علي البعض الآخر في حالة وقيعة الشيطان بين العباد (و الزول ده، أنا في الدنيا دي عملتا ليهو و عملتا ليهو.. و ما لقيت منو التكتحا.. وكان ما أنا ، ما كان بقى زول)..!! و هنا تعمل الذاكرة (المُمتنة)..؟ كما يعمل البعض بمبدأ الذاكرة (الحقودة) التي (تدفن) في جوفها ما تخرجه عند لحظات المواجهة أوعندما يظفر شخص ما بشئ من حظوظ الدنيا ويرفعه الله من حيث سقط أو يمنحه من فضله تعالى، ليجد من يكيل له التهم و الخطايا و الرزايا في حاضره قبل ماضيه من دون هدى أو بصيرة أخلاقية فضلاً عن دينية يهتدي بها..!! وبهذا تحولت وجوه البعض منا كالحة عبوثة و يحملون في دواخلهم قلوب حاقدة و ساخطة علي لحن الحياة و علي إيقاع ما يؤدون لها و ما يؤدي غيرهم..!!

    .. وبعد..

    أن (نسرق) ضحكة من هذا الزمن حتي و لو بلجؤنا إلي ذاكراتنا (المنشرحة) لو أردنا، ترفع حد السرقة عن الفاعل في بعضٍ من مواقيت زماننا العابس..؟ حيث أن (جُرم السرقة) هنا، إن جاز لي التعبير لا نبارز به الله بالمعصية إن تبسمنا وضحكنا.. 


    صحيح أنني أضحك كثيراً..كثيراً و بعض من غيري يفعلون ذلك، فالواقع يحاصرنا و يقف مُتربصاً بنا، بل و يتضاحك علينا في أحايين كثيرة، و قبل أن نتركه يفعل بنا ما يريد، فلنضحك منه و عليه دون أن نؤذي بعضنا بذلك.

    وإن لم تجد الضحك والسعادة عند نفسك أو عند الكثيرين من حولك، فأبحث عنهما في نفسك، فهي أصدق من يضاحكك و يُسعدك كما أنها أصدق من يبكيك، و إذا لم تجدها عندها أو عند هذا أو ذاك،، فأبحث عن الضحك و السعادة في من تثق من الذين حولك و تحديداً عيون الوالدين وأعز الأحباب الذين تثق فيهم من حولك وإن قلوا وإختفوا عند البعض، فهُؤلاء لا يجيدون التضاحٌك عليك، بل يسعدون و يضحكون بصدق معك .. فلا يزال هناك بعض من عالم جميل و إن لوّح بعضه الأخر بالودااااااااع؟


    ودمتم


    الرشيد حبيب الله التوم نمر Elrasheed Habeeb

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية

    Item Reviewed: وما على أحدٍ جنيت (4) الرشيد حبيب الله التوم نمر Rating: 5 Reviewed By: الصادق الشايب الجيلي
    Scroll to Top