• آخر الأخبار

    الأحد، 4 ديسمبر 2022

    كبد الحقيقة د . مزمل ابو القاسم الطعن رقم (2) مليون!

    .


    . كبد الحقيقة

    د . مزمل ابو القاسم

    الطعن رقم (2) مليون!

    * لا تختلف ديمقراطية الحركة الرياضية في السودان كثيراً عن ديمقراطيات العالم الثالث، التي لا تعرف من تلك الممارسة إلا اسمها وبعض مظاهرها، مع أنها أكثر عراقة وأقل عيوباً من التجارب الديمقراطية في الشق السياسي، إذ أنها سرعان من تقع فريسةً سهلةً لأطماع العسكر، ويتم وأدها في مهدها بانقلابات تدبرها أحزاب سياسية وتستغل بها العسكر للوصول إلى السلطة.

    * حدث ذلك في العام 1958، عندما سلم حزب الأمة السلطة لقائد الجيش (الفريق إبراهيم عبود)، وتكرر بانقلاب مايو 1969، الذي وقف خلفه الشيوعيون والقوميون العرب، وحدث للمرة الثالثة في يونيو 1989، بانقلاب البشير الذي دبره الإسلاميون بمسرحية (حبيساً ورئيساً)!

    * برغم ضعف وهزال محصلة شعار (أهلية وديمقراطية) إلا أن التجربة ما زالت تستحق الاحتفاء، وتستوجب الدعم، سيما بعد أن شرع الرياضيون في ترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات في ممارستهم الإدارية، ونجحوا في الضغط على الدولة كي تخفف قبضتها على النشاط، وتقلص صلاحيات الوزراء على الاتحادات وبقية المؤسسات الرياضية في السودان.

    * حدث ذلك بعد إقرار قانون جديد يحكم نشاط الهيئات الرياضية والشبابية في خواتيم العام 2016، وبه تحقق تنزَّل شعار الأهلية والاستقلالية على النطاق التشريعي، لكن ذلك الحلم الجميل سرعان ما اصطدم بالواقع المزري، عندما رسبت الحكومة في أول امتحان للمصداقية، بإقدام أمانة (الخراب) في حزب المؤتمر الوطني الحاكم وقتها على دس أنفها في انتخابات اتحاد الكرة، بتدخلٍ سافر واجهه الرياضيون بشجاعة تامة، وأدى إلى تعليق عضوية الاتحاد السوداني لكرة القدم في الفيفا، وطرد كل الأندية والمنتخبات الكروية السودانية من البطولات الخارجية.

    * حالياً، ولخمس سنوات مضت، ظللنا نتابع الصراع الإداري العنيف الذي يدور في ردهات نادي المريخ، والفوضى التي ضربت بأطنابها في واحدةً من أكبر وأعرق المؤسسات الرياضية في السودان والقارة السمراء.

    * لسنا بحاجة لرصد تفاصيل ذلك النزاع المؤذي والمخزي، لأن الجميع يعلمون تفاصيله وتداعياته وعواقبه الكارثية على النادي الأكبر في السودان، لكننا وللحق لم نتوقع له أن يتمدد ويتضخم ويتفجر أكثر بعد أن أفلح النادي في عقد جمعية عمومية انتخابية شهدت إقبالاً غير مسبوق من أعضاء النادي عليها.

    * بعدها تفرغت مجموعة سوداكال لمحاولة هدم المجلس المنتخب، وطفقت تصدر بيانات متتالية تزعم فيها أنها تمثل الشرعية في المريخ، وأذكر أنني كتبت مقالاً بعنوان (البيان رقم مليون)؛ تعليقاً على سلسلة بيانات متواترة أصدرتها المجموعة وحوت مغالطات واضحة، وادعاءات لا تسندها أي حقائق أو أدلة ملموسة.

    * جديد الصراع الإداري العبثي الذي يدور في المريخ ما نشهده هذه الأيام من تمدد وتكاثر وتورم خبيث لظاهرة الطعون الإدارية، التي يرمي مقدموها (ومن يقفون خلفهم) إلى تعطيل العملية الديمقراطية في المريخ، وعرقلة الانتخابات التي يفترض إن تقام في اليوم قبل الأخير للعام الحالي.

    * واضح لكل ذي عينين سليمتين أن من يقفون خلف تلك الطعون العبثية يخشون من صناديق الاقتراع؛ ويعلمون يقيناً أنها لن تأتي بهم، ويدركون أن رصيدهم وسط أعضاء الجمعية العمومية للنادي يسير إلى نفاد، لذلك اختاروا درب الطعون، على أمل أن يجنبهم تجرع علقم الهزيمة في الانتخابات.

    * آخر مسعاهم اتصل بالاستعانة بمفوضية الهيئات الشبابية والرياضية في ولاية الخرطوم، للحصول على خطاب منها يفيد عدم وجود أسماء الثلاثي المكون من أيمن مبارك أب جيبين والرشيد هاشم (مياسم) وعثمان الأمين الشيخ في كشف عضوية النادي قبل جمعية 2014!

    * من أقدموا على تلك الخطوة الكريهة ظلوا يتشدقون بالحديث عن أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية، ويدعون أنهم حماتها وأهلها ولو أنت بغيرهم، ومنهم من لم نتوقع منه أن يستنصر بالسلطة في شأن يتصل بالعمل الرياضي، بعد أن تصدى (بلسانه وعصاه) لضباط الأمن الذين حاولوا إجبار قادة اتحاد الكرة على تسليمهم مستندات جمعية الاتحاد العمومية في العام 2017!

    * لن تفلح تلك الطعون في وقف العملية الانتخابية بنادي المريخ، لأن الغالبية العظمى من أعضاء النادي يحبذون الخيار الديمقراطي، ويريدون لناديهم أن يظل مالكاً لزمام أمره، وقادراً على إدارة شئونه باستقلالية تامة، وفرها له نظامه الأساسي الساري.

    * نطالب السيد محمد الصديق محمد خوجلي مفوض تسجيل هيئات الشباب والرياضة بولاية الخرطوم أن يكف يده عن التدخل في شئون نادي المريخ، ونطالب الوزير الولائي بمحاسبته على تجاهله للمؤسسات وتعامله مع أفراد لا يمتلكون أي صفة رسمية في نادي المريخ.

    * أما على صعيد النادي فسيكون من حق لجنة العضوية ولجنة التسيير الحالية محاسبة أي عضو يحاول زج الحكومة في شئون النادي بإحالته إلى لجنة الانضباط لمعاقبته على ذلك التجاوز الفادح، والمحظور بنصوص النظام الأساسي ولائحة العضوية في نادي المريخ.

    * لا سلطة للمفوضية ولا الوزارة على نادي المريخ وينبغي على الساعين إلى تعطيل العملية الديمقراطية في النادي أن يكفوا عن ذلك العبث الكريه.. ويركزوا ويتقبلوا خيار الصناديق.

    * جمعية المريخ العمومية ستنعقد ولو كره الكارهون وولول المولولون وطعن الطاعنون!

    آخر الحقائق

    * كل يوم طعن واستئناف وطلب مراجعة.

    * الغرض محاولة تجنب الهزيمة في السباق الانتخابي.

    * لو كانوا واثقين من سلامة موقفهم بين الأعضاء لما سعوا لتعطيل الجمعية.

    * أعلن حازم رفضه للانتخابات وأكد انسحابه منها (في الوسائط الإلكترونية)؛ ولم يقدم خطاب الانسحاب للجنة الانتخابات.

    * واضح أنها خطوة تكتيكية (تفتقر إلى الذكاء)؛ يراد بها إيجاد مبرر للخسارة في السباق الانتخابي حال حدوثها!

    * لو فاز يستمر ويتولى المنصب.

    * وإذا خسر يزعم أنه كان رافضاً للانتخابات منذ البداية وأنه أعلن انسحابه ولم يشارك فيها!

    * فشل ذريع في إدارة النادي، وتخبط مريعٍ في الترشح للمجلس الجديد.

    * في ما سبق أخذنا عليه أنه لا يحترم وعوده الانتخابية.

    * مؤخراً اتضح أنه لا يحترم ما يعلنه بعظمة لسانه.

    * من أهم مواصفات القائد القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة والقدرة على قرن القول بالعمل.

    * حازم مصطفى يفتقر إلى تلك الصفات، لذلك لم نستغرب فقدانه لمنصبه قبل أن يكمل نصف دورته.

    * من وجد نفسه مضطراً لاتخاذ تلك المواقف المتناقضة والمضطربة كان يرأس النادي بعد أن تم انتخابه بالتزكية وحاز إجماعاً لم يتوافر لأي رئيس سبقه في المريخ!

    * أظن وبعض الظن إثم، أن انتخابات نادي المريخ كان من أهم أسباب الأعطال التي أصابت تطبيق (بنكك) في الأيام الماضية.

    * آخر خبر: خسارة الانتخابات بشرف أفضل من محاولت إجهاضها بطعون خنفشارية.. ومواقف هزيلة ومهتزة!.

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية

    Item Reviewed: كبد الحقيقة د . مزمل ابو القاسم الطعن رقم (2) مليون! Rating: 5 Reviewed By: الصادق الشايب الجيلي
    Scroll to Top