• آخر الأخبار

    الأربعاء، 14 ديسمبر 2022

    أربعينية أيقونة الشعر السودانى الشاعر عبد الله شابو



    المجموعة مكاوي 

     أربعينية أيقونة الشعر السودانى الشاعر عبد الله شابو

    الكوة : محمد اسماعيل:

    تصوير :نادر عطية

    ------------------------------------------------

    بكري جابر : شابو انحاز للنص الإنساني في جماليته المفتوحة على شعرية النص:

    عالم عباس : كان رجلاً مستقبلياً يؤمن بالشباب والجيل القادم .. 

    ... شهدت مدينة الكوة بالنيل الأبيض الخميس 8 ديسمبر الماضي فعاليات تأبين الشاعر عبد الله شابو، أحد ابناء الكوة بنادي الأهلي،

     بحضور وفد كبير من المبدعين ضم الشاعرات إيماض بدوي، ابتهال تريتر، والشعراء أنس عبد الصمد، زكريا مصطفى، محمد مدنى؛ محمد الخير إكليل، عالم عباس، الواثق يونس والناقدات سهير صديق، والنقاد صلاح القويضي، والروائي محمد خير عبد الله والإعلاميين والتشكيليين.

    تلفزيون السودان كان حضورًا أيضًا بفريق التغطية الذي قادته الإعلاميتان أمل مبارك عبد الغفار، وسوسن مبارك. بالإضافة لتلفزيون الشارقة،

    الإعلامية لمياء متوكل جاءت مع فريق من إذاعة البيت السوداني لتقديم وتغطية الفعالية. أما وكالة السودان للأنباء فقد أوفدت الإعلامي القذافي عثمان لتغطية الفعالية. جريدة اليوم التالي كانت حاضرة . بالإضافة إلى جريدة الجريدة.

    بيت الشعر بالخرطوم كان حضورًا بوفده الكبير وبمعرض الكتاب الذي أقامه بالإضافة إلى مشاركة دور نشر سودانية دار عزة والمصورات ودار جامعة الخرطوم للنشر ودار أجنحة،

    حيث قدم وفد البيت الشعر في أمسية الأربعينية مشاركات في رثاء الفقيد و الإسهام في تقديم فقرات البرنامج من على منصة الأمسية وقد تقاسم التقديم كل من الإعلامية لمياء متوكل والشاعر الإعلامي محمد الخير إكليل، فتجلى كل منهم في تقديم المشاركين وكان الراحل شابو حاضراً بابتسامته الدائمة باستحضار ذكرياته ومحطات حياته وافرة العطاء الشعري والإنساني وزهده المتفرد، قدمت تلميذات مدرسة الكوة لوحة خالدة مصحوبة بأغنية عازة فى هواك لخليل أفندي فرح، هذا إلى جانب كلمة اللجنة المنظمة قدمتها إحدى التلميذات بمدرسة الكوة الثانوية للبنات جاءت فيها: حدثنا محمد عبد الحي عن الدُّجى، عن التوهُّجِ والغيابْ.

    ومن هنا، من أرضِ أليس التاريخية، من مكتب بريد الكوة، وفي العام 1881 أرسل محمد أحمد بن عبد الله أول برقية إلى الحاكم التركي في الخرطوم. حينها التقت فكرة المهدية بالواقع الذي يمور بالغبنِ والحسراتْ.

    تلاقح الفكر مع الواقع فانقدحتْ شرارةُ الثورة، ومن ثم تصاعد أوارها حتى توِّجت بدحر المحتلين الغزاة وتحرير الخرطوم. ولم تلبث الدولة المهدية الوليدة أن بدأت رحلة الأفول.

    هي دورة الأكوانِ، والتاريخِ، والإنسانْ.

    "والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم

    من هنا بدأ هلالاً شاحِباً ثم ارتقى المنازل. وها هو يشعُّ نوراً وابتسامًا وبهاء.

    الضيفاتُ والضيوفُ الكرام:

    باسمِ شهداءِ الثوراتِ السودانية

    باسمِ "البحر" النيل.. سليلُ الفراديسِ كما وصفه التجاني يوسف بشير

    باسمِ الشمسِ والقمرْ

    باسمِ الجميزِ والنخيلِ والشجرْ

    باسمِ أليس التاريخُ والحكاية

    باسمِ حلة سعيد، الغلوماب، أولاد الطيب، أولاد عبد الهادي، أولاد بلة

    باسمِ الحي السادس أبْ هندي.

    باسمِ الأهالي أجمعين:

    باسمِ الحاج عبد الله الدُفاري (غفير الكوة)

    باسمِ التجاني الماحي،وعبد الرحمن سالم، وأمباشا كوكو، وفاطمة بت بريقع، وسكينة حاج بشير، ومحمد أبكر محمد، وحجر كُور، وزينب إبراهيم فرح "أم عبد القادر

    باسمِ العمدة عبد القادر علي مضوي، وبابكر علي أبو، والنصري حمزة، والروكة عبد الرزَّاق.

    باسمِ عبد الله شابو

    أحييكمُ، وأرحب بكم..

    حبابكم عشرة،

    ومرحباً بكم في دياركم.

     هذا إلى جانب لوحة شعرية إبداعية وسمت بـ(غنائية الحياة غنائية الموت) مهداة لروح شاعرنا شابو تمثلت في أداء مقاطع شعرية لرموز وأهرامات الشعر السوداني من الأحياء والراحلين.

    الشاعر عالم عباس في كلمته القصيرة قال: بعض الناس يعيشون لتحيا معهم الأفكار وبعض الناس يعيشون لتحيا الأفكار إن ماتو ! فهكذا شابو رحل لتحيا الأفكار والبسمة التي تنبع و تضيء في قلوبنا، مضيفاً: شابو كان رجلاً مستقبلياً يؤمن بالشباب والجيل القادم، مبيناً بقوله: التقيته في العام ١٩٦٢م وكنت في المرحلة الثانوية آنذاك قرأت له قصيدة في مجلة الخرطوم فالتقينا عام ٢٠٠٥م فقلت له "ضاعفت الأحزان الوقت" فتعانقنا فصارت صداقتنا إلى أن فارق الحياة.. قرأ عالم عباس مقاطع من نصوصه وأخرى من نصوص شابو، فمما قرأ.

    لي أفق يتسع لكل خيارات الآخر

    ولأني أرفض أن أسجن في قفص الرأي الواحد

    تتمدد أغصاني

    تشرب من كل الأضواء وكل الأنداء

    بي عشق جارف

    أن أمشي بين الناس فريداً

    أعرض أزهاري في الشمس..

    أسهم في كل حوارات العالم

    فأنا أيضاً أعرف أشياء جميلة

    أقدر أن أبدع أشياء جميلة

    أن أدخل في الجدل الناشط في الأشياء

    أن أدهشكم بالرأي النافذ كالضوء،

    وكالماء

    بالضحك الباسل في قلب المأساة

    لكني أضعف أحياناً،

    يقعدني اليأس العاصف

    عن فهم الأشياء

    في غنائية الخلود التي أجادت ربط تقديمها الشاعرة الإعلامية ابتهال تريتر، حيث تقول: واقفة على العباب أعدهم قمراً قمراً،

    الناحتون على قبة السماء جمالياتهم عذوبة وغنائية وهياجاً، عزفوا للحياة فتنفست قشوراً وعزفوا للموت فانسكبوا عطراً يفوح قصيداً قصيداً، فيبتدر اللوحة الشاعر الواثق يونس بماقاله محمد المكي إبراهيم في وداعية المجذوب فينشد:

    من جمالك في الموت

    يتخذ الورد زينته

    والمواسم حناءها

    والعصافير تترك توقيعها في رمالك

    برحيلك

    ﺃﻇﻠﻤﺖ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻔﺮﺍﺩﻳﺲ ﺃﺿﺄﻥ

    ﺑﺮﺣﻴﻠﻚ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﺍﻟﺠﻤﺮ ﻋﻦ ﺻﻨﺪﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ

    ﻳﻘﺘﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ

    ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻜﻬﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻊ

    ﺗﻔﺘﻘﺪ ﺍﻷﺑﺠﺪﻳﺔ ﺃﻇﻔﺎﺭﻫﺎ

    ﺗﺴﺘﺮﺩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺩﻳﻌﺘﻬﺎ ( ﻟﺆﻟﺆ ﺍﻟﺸﻌﺮ ) ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ

    ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻫﺎ

    ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ

    ﻭﺗﻌﻮﺩ إﻟﻴﻚ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ ﺍﻟﺬﺍﻫﺒﺔ.

    وفي أجواء وعوالم اللوحة الشعرية يمضي الشاعر عمار سعد الدين بمنحوتة إدريس جماع، ويمتطي أحمد جمعة خيل محيي الدين فارس، أما إسراء عبد الله فتجيء بمقطوعة من روائع عالم عباس، بينما يرتدي محمد جدو الدرديري جلباب الشاعر محمد عبدالحي (اللَّيلَةَ يَستَقبِلُني أهلي)، بضوء لا يعرف الظلام حين يخاطب الشعراء والفقراء فتخاطب جمهور الأمسية "أمنية بشير" بصوت الشاعر كجراي، فيحضر عبر لوحة غنائية الحياة والموت الشعراء: مصطفى سند، الهادي آدم، محمد مفتاح الفيتوري، عبدالله الشيخ البشير وآخرون، فيأتي مسك ختام اللوحة عبدالله، وهو المعلم في مهابة السقوط برسمه خريطة لم يرسمها شاعر قبله، فردد الجمهور ومقدمو اللوحة مقطوعته الشعرية الخالدة:

    سيكتب فوق الشواهد من بعدنا

    بأنا عشقنا طويلاً

    وأنا كتبنا بدم الشغاف

    كأن لم يقل شاعر قبلنا

    وأنا برغم الجفاف

    ملأنا البراري العجاف

    صهيلاً .. صهيلاً

    وأنا مشينا إلى حتفنا

    رعيلاً يباري رعيلاً

    وأنا وقفنا بوجه الردى

    وقوفاً جميلا

    سيكتب فوق الشواهد من بعدنا

    بأنا كذبنا قليلاً

    وأنا انحنينا قليلاً

    لتمضي الرياح إلى حتفها

    وأنا سقطنا .. سقوطاً نبيلاً.

    تضمنت مشاركات الأمسية قراءات شعرية ضمت عدداً من الشعراء المشاركين بينهم: عالم عباس، محمد مدني، عبدالله الزين، زكريا مصطفى، إيماض بدوي ،إلى جانب فقرات إبداعية ومداخلات متنوعة وكلمات شارك خلالها من على البعد وعبر منصة الفعالية كل من: د. عائشة موسى من الخرطوم وعبد الله الشيخ رئيس اتحاد الناشرين السودانيين، و بكري جابر ابن الكوة من إقامته باستراليا، قال فيها : منذ وقت مبكر نجا شابو بشعره من الوقوع في أسر الخطابية المؤدلجة التي كانت ملمحاً بارزاً للكتابة الشعرية في الخمسينيات والستينيات، وانحاز للنص الإنساني في جماليته المفتوحة على شعرية النص، على الرغم من انخراطه هو كذات فاعلة في مضمار الايديولوجيا العام كناشط سياسي وثقافي. ولكن يبدو أن نشأته الاجتماعية في فضاء مفتوح و ميوله الصوفية ونزعته الإنسانية الباكرة هي من ضمن ما ساعده على تحقيق ذلك الانعتاق.

    يعتبر شابو انموذجاً نادراً لمثقف ومبدع خرج من رحم الكوة وأقام فيها - رغم مغادرته لها للدراسة والعمل في مراحل مختلفة - وارتبط بها جسدياً وروحياً وشعرياً لسنوات طوال، معانقاً نيلها وناسها وأشجارها حتى غدا أحد عناصر جغرافيتها وتاريخها الحديث.

    شابو هو شاعر المكان بامتياز ، لذا من الصعب فصله عن هذه الجغرافيا التي أحبها وأحبته وحقنته بماء الشعر .. حملها معه أينما حل في تطوافه السريع ولكنه كان كثير الإقامة بها مستمتعاً بها، مستمداً منها زاده الشعري وحنينه الجارف، لذا ما كان لهذه اللجنة المنظمة أن تتوقف عند مقام شابو في اربعينيته إلا في ذات المقام الذي عشقه، فبادله عشقاً بعشق

    محمد الوكيل من أعيان منطقة تقدم بالشكر والتقدير لكل الحاضرين قال: شابو كان يحب الكوة وقال فيها عزيزتى ياأمى التى أحب ، وكثيراً كنت أجلس معه وأستمع لشعره، كان يرجو من القارئ لشعره أن يقرأه بطئياً، أن يدعو هذا التيار الخافت يتسرب فى الروح عميقاً لينهل أعذب ماكتبه.

    باسم أسرة الشاعر الراحل عبدالله شابو تحدث نجله عمار، ممتدحاً جهد اللجنة المنظمة والذين تكبدوا المشاق بالحضور إلى منطقة الكوة للمشاركة في تخليد ذكرى والده الذي رحل قبل ٤٠ يوماً، مقدماً الشكر باسم الأسرة لكل من شارك واختص بشكره بيت الشعر الخرطوم..

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية

    Item Reviewed: أربعينية أيقونة الشعر السودانى الشاعر عبد الله شابو Rating: 5 Reviewed By: الصادق الشايب الجيلي
    Scroll to Top