كبد الحقيقة
د . مزمل أبو القاسم
فينغر في السودان!!
* (الفرنسي آرسين فينغر يزور السودان في مطلع شهر مارس المقبل للوقوف على ملف تطوير كرة القدم في السودان).. خبر مثير للدهشة تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الإلكترونية أمس، وتطرق إلى لقاء جمع بين قادة الاتحاد السوداني لكرة القدم، والفرنسي آرسين فينغر (مدير التطوير في الفيفا)، في العاصمة الفرنسية باريس، على هامش ورشة عمل للاتحادات الإفريقية حول برامج التطوير والمساعدات الجديدة التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وتمت خلاله دعوة المدرب الفرنسي الشهير لزيارة السودان.
* الغريب حقاً في الخبر المدهش أن ترتبط الدعوة بالحديث عن وقوف فينغر على (ملف تطوير الكرة السودانية)!
* صدقنا وآمنا أنهم قابلوا آرسين فينغر، وصدقنا وآمنا أنهم دعوه لزيارة السودان، وصدقنا وآمنا أنه تكرم وقبل الدعوة المتهورة.. لكننا لن نصدق ولن نؤمن بأن مسئولي الاتحاد السوداني امتلكوا ما يكفي من الجرأة للحديث عن التطوير!!
* عن أي تطوير يتحدثون؟
* هل يمتلك السودان كرة قدم من أساسه حالياً كي نتحدث عن تطويرها؟
* ما هي الإستادات التي سيزورها آرسين فينغر؟
* ملعب كوبر.. إستاد كوستي.. ملعب النقعة.. دلجة شيخ الإستادات.. خرابة إستاد المريخ.. ملعب مروي.. أم دار الرياضة أم درمان وميدان عقرب؟
* تخيلوا معي ما سيحدث للفرنسي الذي تولى تدريب فريق أرسنال أكثر من عشرين عاماً، قبل أن يتحول إلى الفيفا، لو (انطس في نظره)، وقبل الدعوة، وزار الإستادات المذكورة أعلاه!
* تخيلوا معي كيف ستكون ردة فعله لو مارس ما يكفي من التهور وحضر مباراة في الدوري السوداني غير الممتاز، أو الدوري التأهيلي.. أو أي مسابقة كروية سودانية تنتمي إلى العصور الوسطى، أو عصور ما قبل التاريخ!!
* تصوروا روعة المشهد عندما يجتمع آرسين فينغر مدير التطوير في الفيفا، مع صديق عكلي (المعيلق) مدير اكاديمية (تقانة) كرة القدم في الاتحاد السوداني لكرة القدم، وسأل الفرنسي نظيره السوداني عن عدد اللاعبين الموهوبين الذين خرجتهم الأكاديمية المهجورة، وعن عدد الكورسات والدراسات التي نظمتها للمدربين والحكام والإداريين خلال السنوات الماضية!
* كيف ستأتي الردود؟؟
* تخيلوا ما سيحدث لو سأل عن عدم وجود أثاثات في مباني الأكاديمية وعلم أنها تعرضت إلى السطو، وتم نهب مراتبها ومقاعدها وأجهزتها الكهربائية والإلكترونية بوجود حراسة مشددة على مبانيها ومباني الاتحاد على مدار الساعة بواسطة الشرطة!
* تصوروا رد فعله لو علم أن الأكاديمية التي أنشئت قبل قرابة ربع قرن ظلت مخصصة في غالب أوقاتها لإقامة بعض أعضاء الاتحاد وأقاربهم، وأنها شهدت ممارسات يندي لها الجبين خجلاً، من قبل أشخاص يفترض أنهم يعملون في تدريب الصغار!!
* كيف سيرد مسئولو الاتحاد السوداني لكرة القدم على الفرنسي العجوز لو سألهم عن عدد البطولات السنية التي ينظمها الاتحاد سنوياً، وعدد الأكاديميات العمرية التي يشرف عليها ويدعمها ويسند أنشطتها، وعن البرامج التي يتم تطبيقها لتطوير المستوى وتحسين البيئة الكروية في السودان!!
* تخيلوا معي ماذا سيحدث لآرسين فينغر لو طلب مشاهدة إحدى مباريات الدوري غير الممتاز السوداني عبر التلفاز، وتابع البث المتخلف والصورة الباهتة المتقطعة والتصوير البدائي، والإخراج الذي يتلف الأعصاب في قناة النيلتين الرياضية!
* بماذا سيرد عليه قادة الاتحاد لو سألهم عن مسببات عدم تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، في المسابقات التي ينظمها له الاتحاد السوداني لكرة القدم؟
* وإذا أراد مدير برامج التطوير في الفيفا أن يسبق وصوله إلى بلادنا بجولة في الموقع الإلكتروني للاتحاد السوداني لكرة القدم، كي يقف على نشاطه ويعرف الكيفية التي ينظم بها بطولاته، ويتعرف على اللوائح التي تحكم عمل الاتحاد.. كيف سيبرر له قادة الاتحاد السوداني عدم وجود موقع إلكتروني للاتحاد السوداني؟
* سيحتاج فينغر إلى عرافة.. أو ساحر حقيقي كي يوفرا له أي معلومات عن الكرة السودانية والاتحاد الذي يدير نشاطها، لأنه لن يجد أي حساب للاتحاد السوداني لكرة القدم، لا على فيسبوك، ولا تويتر، ولا أنستغرام، ولا تلغرام، ولا أي منصة من منصات التواصل الاجتماعي كافة، لأن اتحادنا لم يسمع بها، ولا يدري شيئاً عن مدى أهمية تلك المنصات في التواصل مع محبي اللعبة الشعبية الأولى في العالم أجمع!
* بالطبع لا أحد يستطيع أن يتكهن بالإجابات لو تجرأ فينغر وسأل عن عقود الرعاية والتسويق والبث التلفزيوني للاتحاد، وعلم أنه (مولاي كما خلقتني)، وأن قيمة عقد البث تنحصر في (750) ألف دولار فقط، وأن الشمطة اندلعت بسببه بين اثنين من أكبر مسئولي الاتحاد الذي دعاه!
* لو قبل فينغر الدعوة وحضر فإننا ننصح الدكتور معتصم وصحبه الكرام أن يطلبوا عربة إسعاف مجهزة بكل وأحدث أجهزة الإنعاش الطبي لمرافقة الفرنسي العجوز، لأننا لا نستبعد أن يصاب بجلطة في الرأس أو نوبة قلبية، تودي بحياته نتاجاً لهول ما سيراه عندنا من بلاوٍ لا تمِت لكرة القدم الحديثة بأدنى صلة!
* على قادة الاتحاد السوداني أن يمارسوا شيئاً من العقلانية ويقعدوا في واطة الله دي، ويطردوا هذه الفكرة المتهورة من عقولهم تماماً.
* قال فينغر يزور السودان للوقوف على تطوير كرة القدم قال!
* لو تهور الفرنسي وقبل الدعوة وحضر إلى السودان فسندخل وإياكم (في أمراً ضيق)!!
آخر الحقائق
* مدير برامج التطوير في الفيفا أعقل من أن يزور دولة تمارس شيئاً لا علاقة له من قريب أو بعيد بكرة القدم التي يعرفها!
* الأعوام الطويلة التي قضاها في تدريب الأرسنال (22 عاماً) ستطير له في رأسه بمجرد دخوله لأي إستاد في السودان!
* ولو صادفت زيارته موكباً يتم تفريقه بالغازات المسيلة للدموع فيشرب كميات تجارية من البمبان.. وربما تطاله بعض سياط الشرطة!
* وإذا اضطر للذهاب إلى ملعب إستاد الخرطوم العتيق عن طريق ميدان جاكسون فسيرى العجب العجاب والخمج الما كضاب!
* إشي باعة متجولين.. وإشي فراشات.. وإشي نشالين.. وإشي متسولين.. وزحمة من أمها.. لم ير مثلها طيلة عمره المديد!
* وسيرى كمية من الأوساخ والقاذورات تفوق ما شاهده طيلة سنوات عمره السبعين!!
* تحسبو لعب يا فنغر؟
* آخر خبر: لدينا مخلفات وأوساخ تعلمونها جيداً!!
0 التعليقات:
إرسال تعليق
مرحب بكم في مجلة الزعيم الإخبارية